الأخطبوطات المحاكية
يكمن في المسطحات المائية الإندونيسية والماليزية الضحلة المفتوحة كائن حديث الاكتشاف ماهر بفنون التمويه تحت الماء؛ ألا وهو الأخطبوط المحاكي. ومثله كمثل الحَرابي، يستخدم الأخطبوط المحاكي الخلايا الصبغية لتغيير لونه، ولكنه لا يغير لونه فحسب، بل تتمتع هذه الأخطبوطات بمهارة فائقة في التنكر في صورة مجموعة كبيرة من الحيوانات البحرية الأخرى مثل ثعابين البحر، وأسماك التنين، وقناديل البحر، وأسماك موسى، وذلك لتفادي المفترسات.
فلمحاكاة أسماك التنين، يقوم الأخطبوط بتغيير لونه لتظهر على جسمه أنماط مخططة، ويقوم بالسباحة مُحيطًا رأسه بأذرعه الطليقة، والتي تبدو كأنها شوكات سمكة التنين السامة. وبالمثل، فلمحاكاة ثعبان البحر المميت، يدفن الأخطبوط جسده تاركًا ذراعين فقط يقوم بتحريكهما معًا.
“إن ذكاء هذا الكائن المنعكس في قدرته على محاكاة أنواع مختلفة من المخلوقات البحرية وَفقًا للظروف لأمر مدهشٌ”. أوضح هيلي هاميلتون، مدير مركز المعلوماتية التطبيقية للتنوع الحيوي بأكاديمية كاليفورنيا للعلوم. فوَفقًا لنوع التهديد الذي يواجهه، يستجيب الأخطبوط بتغيير لونه وشكله ليبدو كأنه مفترس من مفترسات الكائن الذي يهدده.