الحوت الأزرق
بينما يواجه يوميًّا نوع جديد خطر الانقراض، أصبح مبدأ “البقاء للأصلح” واقعًا مريرًا لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من أن الحيتان الزرقاء أكبر المخلوقات على سطح كوكب الأرض، فإن بقاءها على قيد الحياة أصبح مهددًا؛ مما يثبت أن “الأصلح” ليس بالضرورة “الأكبر”. فيصل طول الحوت الأزرق نحو 30 مترًا ويزن نحو 150 طنًّا أو أكثر. وفي الماضي كانت هناك أعداد هائلة من الحيتان الزرقاء.

ولكن للأسف قد انخفضت أعدادها في الوقت الحاضر. وبسبب أحجامها الكبيرة وتمتعها بطبقة عازلة للحرارة من الدهن، فإنها دائمًا ما تمثِّل مطمعًا للصيد. ودهن الحوت عبارة عن طبقة سميكة تغطي جسمه بالكامل، وبالتالي تحميه من الصقيع.

وفي الماضي كان البشر يصيدون الحيتان لعديد من الأسباب، منها استخدام دهن الحوت في صناعة الشموع والمصابيح التي تعتمد على الزيت؛ حيث يحترق دون أن يترك رائحة كريهة. وفي بعض الأحيان يقومون بصيدها ليتغذوا عليها. وقد شهد القرن الثامن عشر نشاطًا مطردًا في صيد الحيتان. وقد ساهمت التكنولوجيا والقوارب المتطورة في تسهيل عملية الصيد. وبالتالي، فإن التقدم التكنولوجي قد شكل خطرًا على الحيتان الزرقاء والحيتان بشكل عام. وفي الوقت الحاضر، ولأن الحيتان مهددة بالانقراض، فهناك عديد من المؤسسات التي تطالب بوقف صيد الحيتان.

وللأسف لا تشكل عملية صيد الحيتان التهديد الوحيد لحياتها. ففي بعض الأحيان تصطدم الحيتان بسفن ضخمة، وفي أحيان أخرى تتعلق في معدات صيد الأسماك. وتلك المعدات تترك ندوبًا وتؤدي في نهاية المطاف إلى وفاتها. كما يشكل التلوث الضوضائي تهديدًا آخر. فمن أجل التواصل تعتمد الحيتان أساسًا على الاستماع؛ لتحديد مكان الطعام، والأصدقاء؛ ولتجنب الحيوانات المفترسة. وهكذا، فإن الضوضاء الناجمة عن السفن والإنشاءات البحرية تشتت انتباهها وتزعجها. كما تحدث وفيات حيتان بسبب صدمات صوتية.

تواصل معنا