سلامه موسى
(اتولد فى الزقازيق 4 فبراير حوالى سنة 1887 – اتوفى فى القاهره ، 4 اغسطس سنة 1958) كان صحفي ومصلح ومفكر مصرى وطنى من اكبر المفكرين المصريين فى نص القرن العشرين الأولانى و من رواد مدرسة الفكر الوطنى المصريه. رأس تحرير مجلات الهلال و المجلة الجديدة. اتلمذ على افكاره عدد كبير من الكتاب المصريين من أشهرهم نجيب محفوظ.
بدايته
اتعلم الفيلسوف سلامه موسى القانون والاقتصاد فى لندن ، وكان معروف بحبه للثقافه العصريه وبدعوته للأفكار الاشتراكيه [4]، و كان له دور كبير فى نشر التنوير والتوعيه العلميه والثقافيه فى مصر واتأثر بأفكاره مفكرين و كتاب مصريين كتار زى أديب مصر نجيب محفوظ اللى نشر له سلامه موسى سنة 1939 أول رواياته ” عبث الأقدار”. سلامه موسى كان ليه كفاح ثقافى و سياسى و اقتصادى و كان بيحلم بنهضه مصريه و نادى بتصنيع ” الموتور ” فى مصر عشان تتقدم مصر فى صناعة الماكينات و فتح المصانع.
سلامه موسى كان واحد من المثقفين والمفكرين المصريين ، زى أحمد لطفى السيد وأحمد أمين ، اللى طالبو بتبسيط كتابة وقواعد اللغه العربيه والاعتراف بالكلام المصرى بصفته اللغه المصريه الحديثه، وله فى الموضوع ده كتاب اسمه ” البلاغة العصرية واللغة العربية ” .[5] ألف سلامه موسى حوالى 50 كتاب غير مقالاته فى الجرانيل والمجلات، و مؤلفاته لسه رايجه و بتعتبر من اهم المؤلفات اللى اتكتبت فى مصر و بتحتاج اعادة قرايه.
نشاته
الخديوى عباس زار مدرسة سلامه موسى ففصلوا بدل للتلامذه
اتولد سلامه موسى فى الزقازيق سنة 1887 فى عيله قبطيه مسيحيه، وكان أصغر اخواته وليه أخ واحد وأربع اخوات بنات، ولما اتولد عملوله خرم حلق فى ودنه عشان يمنع عنه العين والحسد اكمن الناس حاتفتكره بنت، ودى عاده فى الأرياف. أبوه كان موظف بيشتغل رئيس تحريرات مديرية الشرقيه بمهية سبعه جنيه ونص فى الشهر، واتوفى وسلامه لسه ماكملش سنتين، وساب وراه أكتر من ميت فدان، وأمه سمت سنة موت أبوه ” سنه سوده ” وفضلت معلقه بدلته وقميصه أبو ياقه منشيه على الحيطه. والزقازيق أياميها كات لسه بلد جديده وكل عيلاتها كانوا من حتت تانيه. وعيلة سلامه موسى اسمها عيلة ” العفى ” وكات اصلاً من البياضيه اللى تبع مديرية اسيوط بس فرع منها هاجر على الزقازيق أيام محمد على.
قضى سلامه موسى طفولته فى بيت منطوى ومقفل ماحدش غير العمام والخيلان كانوا بيخشوه وده أثر على نفسيته وخلاه يطلع منطوى بتاع كتب مالهوش فى القعده على القهاوى. و عيى سلامه موسى وهو صغير وجايز جاتله ملاريا، وكات امه بتقعد جنبه تصلى له وكات بتديه لخدام عندهم اسمه عطيه كان بيشيله و ياخده يتبرك له عند مقام ولى مسلم اسمه ابو عامر.
بين سنة 1895 و 1898 ظهر وباء الكوليرا فى الزقازيق والناس اتخضت وشاف سلامه موسى النعوش فى الشوارع طالعه ورا بعضيها. كات القريه اللى عايش فيها سلامه موسى بتاع ساعه ع الحمار للزقازيق، وأياميها كان لسه مفيش مدارس فى الزقازيق فدخلوه الكتاب وكات أخته بتوديه وتجيبه وفضل قاعد مده طويله مايعرفش يفك الخط وكل اللى اتعلمه فى الكتاب كات شوية صلاوات وأدعيه زي دعا للعدرا اسمه ” نعظمك يا أم النور “، وفضل ع الحال ده لحد ماعملم فى الزقازيق جمعيه خيريه قبطيه فدخلوه فيها يتعلم، وحبتين وراحوا فاتحين المدرسه الأميريه فدخلوه فيها، وكان عمره ساعتها بتاع حداشر سنه بس كان معاه فى الفصل تلامذه عندهم عشرين سنه، وكان أياميها تلامذة المدرسه بيلبسوا جلاليب لغاية ما الخديوى عباس زار المدرسه، فخدوا من كل واحد بتاع تلاتين قرش وعملولهم بدل بيضا ومن يومتها مارجعوش للجلاليب تانى.
سلامه موسى ماتهناش فى المدرسه اكمن المدرسين كانوا بيعذبوا ويهينوا التلامذه وكات المدارس أياميها عامله زى الثكنات كل اللى كانوا بيهتموا بيه فيها كان النظام والطاعه. وبيقول سلامه موسى [6] ان مدرسين الابتدائي كانوا مصريين وكانوا بيعاملوا التلامذه أحسن من المدرسين الانجليز اللى كانوا بيذلوا التلامذه وبيتغطرسوا عليهم فى المدارس الثانويه وكانوا بيعاقبوا التلامذه على اقل غلطه، وكات السنه الدراسيه تعدى من غير ما التلامذه يعرف لحد اسم المدرس الانجليزى اللى طالع فيها، لكن فى أجازة الصيف كان سلامه موسى بيتهنا بعيشته فى الأرياف، وكان بيقضى الصيف فى السمر واللعب ونزول الترعه وركوب الحصنه مع عيال قريته. وبيوصف سلامه موسى عيشة الأرياف اياميها بانها كات كويسه من الناحيه الصحيه وماكانش فيه أمراض زى البلهارسيا والانكلستوما اللى انتشرت بعد كده بسبب تشبع التربه بالميه بسبب مشاريع الرى اللى عملها الانجليز اللى كانوا مستعمرين البلد وحولوا مصر لمزرعة قطن. وبيوصف سلامه موسى حالة المجتمع القبطى فى الزقازيق أياميها بانه كان مسيطر عليه تجمد دينى، وكات الستات، مسلمين ومسيحيين، ببيلبسوا البراقع وماكانوش بيخالطم الرجاله وكان طبو حد ينادى واحده باسمها فى الشارع.