يدل لفظ ثورة على حدوث تعديل أو تغيير في البناء الشكلي أو الجوهري للمجالات كافة.

وفي الآونة الأخيرة ظهر ما يُعرف بمصطلح ثورة المعلومات الذي يدل على انبثاق العالم الرقمي، وحدوث تطور نوعي بشكل مستمر في شبكات الاتصال ونظم المعلومات وتقنياتها، بالإضافة إلى تطور صناعة الثقافة وظهور البث الفضائي المباشر، وبذلك تحوّل العالم إلى قرية كونية صغيرة آفاقها مفتوحة وغير واضحة المعالم، فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر انفجار المعلومات، حيث تولدت هذه المعلومات وتراكمت بفترات زمنية قصيرة جداً، حيث عجزت جميع القدرات الإنسانية عن مواكبتها وضبطها.[٢] العناصر الأساسية لثورة المعلومات إن التحول إلى عصر ثورة المعلومات يشبه إلى حد كبير التحول من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي، فهي ثورة تخطي الأفكار، والأيديولوجيات، والعقائد، بالإضافة إلى إزالة الحدود القومية بهدف بناء منظومة عقلية عن طريق الاتصال والتواصل. كما أصبح التطور التكنولوجي الذي أحدثه العقل البشري عنصراً مهماً في تدفق المعرفة، والرموز، والمسميات، والأفكار، وساهم بشكل كبير في تطوير وتنمية العقل البشري. وبناءً على ما سبق لا يمكن وضع مفهومٍ محدّدٍ لمطلح ثورة المعلومات، لكن يمكننا تحديد العناصر الأساسية التي يرتكز عليها هذا المفهوم، وهذه العناصر هي:

ظهور بيئة مجتمعية دولية مبنية على أساس انتقاء المعلومات، والمعرفة، والاتصالات، عن طريق خلق علاقة فعّالة ومنظمة بين الإنسان والأشياء، وبين الإنسان والدولة، وبين الدولة والبيئة، وبين المجتمعات المختلفة دون النظر إلى الحدود الجغرافية أو الديانة، أو اللغة، أو الآيديولوجية. هندسة منظومة الإيقاع الحيوي للفرد والمجتمع، وتتمثل في أربعة عناصر، وهي: الجانب البدني، والجانب الانفعالي، والجانب الفكري، والجانب الحدسي (التنبوء). حرية استلام وتسويق المعلومات والمعرفة. إزالة وتخطي الحواجز الجغرافية بين الأمم، والبلدان، والشعوب. أهمية ثورة المعلومات يُعتبر ظهور ثورة المعلومات أحد أهم الأحداث التاريخية في الحياة الإنسانية، فقد أدّت ثورة المعلومات إلى ظهور نظام لإنتاج الثروة قائم بشكل أساسي على العقل، وليس على الآلات والعضلات كما في السابق، فالمعرفة هي مفتاح نمو الاقتصاد وتطوره في القرن الواحد والعشرين، وقد أدّت ثورة المعلومات والعالم الرقمي والمعرفة إلى ظهور ما يُعرف بمجتمع المعلومات الذي تمثّل بإنتاج المعلومات ومعالجة البيانات التي ساهمت في وجود نشاط إنساني منظم. كما استطاعت الثورة المعلوماتية وما تضمّنته من تكنولوجيا حديثة للاتصالات من تخطي كل من الزمان والمكان، حيث تم نقل الصورة والصوت معاً وبشكل تلقائي عن طريق الأقمار الصناعية وشبكتها المجهزة بالحاسوب، حيث أصبح بالإمكان التواصل مع أي شخص في أي وقت وفي أي مكان حول العالم بشكل فوري

 

تواصل معنا