أثر آداب الطعام والشراب على صحّة الإنسان
اعتننى العلماء المسلمون قديماً وحديثاً في الكلام عن الروح، والعناية بها، والآفات التي تُصيبها فتكدّر صفو حياة الإنسان، إلّا أنّ قليلاً منهم مَن اعتنى بجسم الإنسان، والكلام عمّا يضرّه ويفيده من الأغذية، وأوقات الاكل، وكميته، وكيفيته، فصحة الإنسان من أكثر الأمور ضرورةً في حياته، وأكثرها التصاقاً به في جميع أوقاته، لذلك كان لا بدّ من وضع القواعد التي تساعد الإنسان على أن يكون كاملاً في جسده، وفيما يأتي بيان البعض منها بشكلٍ مفصلٍ:[9] الحِمية أصلٌ من أصول صحة جسم الإنسان؛ والحِمية أن يحتمي الإنسان من الطعام والشراب، سليماً كان أم مريضاً، وإن كانت تطلق في حقّ المريض أكثر، إلّا أن السليم يجب أن يتّبعها أيضاً. تنظيم أوقات الطعام، وتجنب الأكل بين وجبات الطعام بإدخال طعامٍ على طعامٍ آخر؛ فالمتعارف عليه بين الناس أنّ الوجبات الرئيسية هي: الإفطار، والغداء، والعشاء، وتختلف مدّة الهضم بحسب نوع الطعام، فمنها ما يأخد ساعتين، ومنها ما يأخذ أكثر، فيجب على الإنسان أن يراعي ذلك بتحديد الأوقات المناسبة لكلّ وجبةٍ، مع مراعاة نوعية الأكل وحاجتها للهضم. اختيار أفضل أنواع الطعام، وتجنّب أردئه؛ لأنّ القصد من الطعام تقوية الجسم، وتعويضه عن النقص الحاصل بسبب المجهودات المختلفة التي يقوم بها، والمحافظة على نمو الجسم نمواً سليماً، وحمايته من الأمراض، وتزويده بالقوة اللازمة التي تساعد أجهزته على القيام بمهامها، فالطعام يعدّ وسيلةً وليس غايةً.
الإثنين 18 نوفمبر 2024