يتميز العلم بقدرته على إعطائنا إجابات حول أمور تهمنا، وتتجلى أحياناً أفضل حيله بترك أسئلة مربكة، فخلال الأعوام القليلة الماضية عثر العلماء على إشارات محيرة من الفضاء السحيق، واكتشفوا معالم غريبة مختبئة تحت محيطاتنا، ووجدوا أدلة تشير إلى أسرار الحياة في عوالم أخرى، وقد تكون بعض هذه الألغاز على وشك الحل، بينما لا يزال بعضها الآخر يتحدى حتى أكثر نظرياتنا تعقيداً.
وعلى رغم التطور العلمي الهائل الذي يشهده كوكبنا، لا تزال هناك قضايا علمية وجوهرية معلقة من دون وجود إجابات حاسمة عليها، فما هي أبرز هذه القضايا؟ وأيهما جاء أولاً الدجاجة أم البيضة؟
كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن اللغز القديم المتداول الذي يتساءل عمن جاء أولاً البيضة أم الدجاجة، والحقيقة أن العلماء يجزمون اليوم بأن البيض مجرد خلايا جنسية أنثوية تطور منذ أكثر من مليار عام، بينما الدجاج موجود منذ 10 آلاف سنة وحسب.
وإذا نظرنا إلى الأمر من ظاهره فلا شك في أن البيضة جاءت قبل الدجاجة، وفي الحقيقة لا يميل العلم إلى اعتبار البيض مجرد كرات ذات قشرة تضعها الطيور وتفقس منها فراخها، إنما جميع الأنواع التي تتكاثر جنسياً تنتج بيضاً (الخلايا الجنسية الأنثوية المتخصصة)، وهذا يمثل 99 في المئة من جميع الكائنات حقيقية النواة، أي الكائنات الحية التي تحوي خلايا ذات نواة، ومنها الحيوانات والنباتات.
والمتفق عليه عموماً على أن السلف البري للدجاج هو طائر استوائي لا يزال يعيش في غابات جنوب شرقي آسيا ويسمى “دجاج الأدغال الأحمر”، مع احتمال أن أنواعاً أخرى من “دجاج الأدغال” قد أضافت إلى التركيب الجيني، ومن هذه الأصول حمل البشر الدجاج حول العالم على مدى الـ 2000 عام الماضية أو أكثر، إذاً وبصورة عامة يسبق البيض الدجاج بفترة زمنية كبيرة، أما إذا كانت بيضة الدجاجة تسبق الدجاجة نفسها فهذا لا يزال محط أخذ ورد بين العلماء، ويخضع لنظريات تتطور باستمرار.

التعليقات معطلة.

