أقوال ابن خلدون
من أهم ما جاء في نظرية ابن خلدون أن استمرار الدول وعمارتها للأرض يحتاج إلى توازن بين الراعي “السلطان” والرعية، وهو الرابط بين السياسي والمدني، فكانت رجاحة عقله ورأيه واضحة في مجمل كتابه، الذي عرف بعنوان: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ومن أقواله المشهورة:[٣] إنَّ تنظيم الحياة الاجتماعية، وتصريف أمور الملك يتطلّب الرجوع إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون الى أحكامها. إنَّ سبب العصبية القبلية بأن الحضارات الأخرى تصعب عليها مخالطة الأعراب بسبب البيئة القاسية التي يعيشونها، فجعلهم ذلك منعزلين. الحاكم الظالم يظهر له الشعب الولاء، ويبطن له الكره والبغضاء، فإذا نزلت به نازلة أسلموه ولا يبالون. إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها، وحكّامها يكنزون الأموال فدقّ ناقوس الخطر. غاية العمران هي الحضارة والترف، وإنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم، كالأعمار الطبيعية للحيوانات. اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الاقتداء. إنَّ الاجتماع الإنساني ضروري، فـالإنسان مدني بالطبع، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية، ومن العجز عن استكمال وجوده وحياته، فهو محتاج إلى المعاونة في جميع حاجاته أبدًا بطبعه.
الأربعاء 13 نوفمبر 2024