تقعُ مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة التي تمثّل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، ذلك لأنَّ النسبة العظمى لمَواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية الأسريَّة في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثماراً سليماً أمراً عَظيماً ومهمَّاً، الأمر الذي يتطلَّبُ استحضارَ الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُّر النَّافذ لاستمطارِ ما يتمتَّع به الطفل أو ما يتَّسِم فيه من سماتِ الموهبة والابتكار والتميّز في أيٍّ من المجالاتِ التي يتفرَّد بها الطفلُ أو يُحتملُ أن يكون موهوباً فيها، ويُساعِد الآباء في مهمَّة اكتشافِ مواهبِ الطفل عنايَتهم في مجالاتِه وخصائصه الدَّاعمةِ لمواهبه ومهاراتِه، ومن ذلك:[٤] محاولة التعرُّف إلى ميول الطِّفل ورغباته: يَكون ذلك بمُراقبة سلوكات الطِّفل واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه، والتي تَستدعي تواصله وتفاعله وتبرز نقاط قوّته، ثمَّ التَّركيز على ما يُظهره الطِّفلُ في جوانب شخصيَّته من مجاميع الميولِ والاهتماماتِ عِوضاً عن رغباتِ الأهلِ وخُططِهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُّهه الأكاديميّ والمهني. اللقب الإيجابي: يتمثَّل ذلك بوصفِ الطِّفل بما يحبُّه من صفاتٍ، وتخصيصه بلقبٍ مميَّزٍ يَدعم تطوُّره وبناءه التَّكويني بما يتماشى مع ميوله ويعزِّزُ مواهبه وقدراته ويُنمِّي عنده دوافع التميُّز والابتِكار. التقييم القائم على الأعمال الرُّوتينيَّة: يَتمثَّلُ هذا الأسلوب في الكشفِ عن مَواهبِ الأطفال وإمكاناتهم بطريقةِ المُتابعة المُعتمدة على مراقبة الأنشطة اليوميَّة والممارساتِ السُّلوكيَّة المُعتادة في بيئة الطفل؛ حيث يُمكن من خلال هذه الطريقة مَعرفة خَصائص الطفل ومُتطلّباته وفُرَص التعلُّم المبنيَّةِ على نشاطاتِه وتَفاعلاتِه مع بيئته. اكتشاف المواهب من خلال اللعب: تُستخدم طريقة اللعب في اكتشاف مواهب الأطفالِ من خلال تقييم قدراتهم في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل: التواصل، وحلّ المشكلات، والقيادة، والطَّلاقة الفكريَّة، والابتكار، والتمثيل، وقياس المهارات العقليَّة العليا، ويعكس اللعب مهارات الطفل ونموّه المعرفي، ويمثل التقييم المبني على اللعب طريقةً مُميّزةً في تقييم قدراتِ الطِّفل في تمثيلِ التفكير عالي المستوى؛ إذ تبرُز شخصيَّة الطِّفلِ بانعِكاساتٍ تركيبيَّةٍ وبنائيَّةٍ تبرزُ في مواجهة المشكلاتِ ووضع الفرضياتِ وصياغة الأسئلة والتوصُّل إلى حلولٍ، ويَصيغ الأطفالُ سيناريوهاتٍ خاصَّة بألعابهم وشخصيَّات تلك الألعاب، ممّا يبرزُ أفهامهم ومهاراتهم التي تكشف بطبيعة الحال ما يمتلكون من خصائصَ ومواهبَ يتفرَّدون فيها.[٥] مُجالسة الأطفال أطول فترةٍ مُمكنة: حيث إنّ مشاركة الأطفالِ أفكارهم وحواراتهم وقضاء أوقاتٍ طويلةٍ معهم يساعد على تكوين حسٍّ تواصليّ ينتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِّفل في الفترة التي يقضيها مع والديهِ وأسرته، ما يُسهم في تطوير المهارات اللغويَّة للطِّفلِ ويُنمّي قنواته التَّواصليَّة.[٦] حثّ الأطفالِ على القراءةِ والتعلُّم: تُساعد القراءة في مرحلةِ الطفولة على تنمية إدراك الطَّفلِ وتوسيع مداركه واستثارة فضوله على التعلُّم، ما يترتَّبُ عليهِ إنضاجُ مواهبهِ، وتفجير مَكامنِ قدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميّزاته.[٦] اختبارات العقل والموهبة: يُمكن اعتبار اختبارات الذّكاءِ والتفوُّق والموهبة كأحد أهمِّ طرق الكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تَخضع هذه الاختبارات عادةً لمعايير علميَّةٍ تَجعل من نتائجها مُحدِّدات موثوقة يُمكن من خلالها التأكّد من دقَّة النتائج ومصداقيتها، ومن الاختبارات المُستخدمة في الكشف عن المواهب: اختبارات الذَّكاء الجمعيَّة. اختبارات الذَّكاء الفرديَّة. الاختبارات التحصيليَّة. تقييم المعلم ومُلاحظته داخل الغرفة الصفيَّة.