في “القمة العالمية عن الذكاء الاصطناعي للصالح العام” AI for Good Global Summit (جنيف، 6 و7 يوليو/ تموز 2023)، يبرز وجهان ضمن الحشد العالمي الذي حضر القمة. وضمت صفوف ذلك الحشد خبراء في المعلوماتية والاتصالات المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسياسيين ومشرعين وإعلاميين ومستثمرين في التكنولوجيا وغيرهم. ولعلها القمة الأممية الرسمية الأولى التي تسجل حضور الروبوت ضمن قائمة الحضور، كأن تلك الآلات قد غدت كيانات فعلية. وضمن شريط إعلامي قصير، تبرز الروبوت الأنثى صوفيا ضمن المتحدثين في المؤتمر، بل أنها تظهر أثناء صور للإعلام العام في افتتاح القمة، كأي مدعو آخر. ويظهر ذلك الشريط على صدر الصفحة المخصصة لتلك القمة الأممية ضمن الموقع الإلكتروني لـ”الاتحاد الدولي للاتصالات”International Telecommunication Union، اختصاراً “آي تي يو” ITU.
واستكمالاً، يظهر في قائمة كبار المتحدثين في القمة، وجه البروفيسور في بحوث الكمبيوتر ستيوارت راسل، مؤلف الكتاب المرجعي “الذكاء الاصطناعي، نهج حديث”Artificial Intelligence: A Modern Approach (1995) المستخدم في أكثر من 1500 جامعة حول العالم. وفي سياق مغاير ومتصل، عُرف عن راسل موقفه الإيجابي النقدي العميق حيال الذكاء الاصطناعي والمخاطر المرتبطة به وكيفية العمل على وضع ذكاء الآلات في خدمة حضارة البشر. وباختصار، يرى راسل أن غياب عنصر التحكّم في النظم الذكية، بمعنى الضبط الذاتي لعمليات التشغيل والتوقف، وهي أساس التحكم السيبراني، يشكّل المسألة الأساس في الذكاء الاصطناعي، والمصدر الرئيس لكل المخاطر المرتبطة به. وسيصار إلى شرح ذلك بعد سطور قليلة.