العلاقة بين الأحماض الدهنية وسرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا هو من أخطر أنواع السرطانات التي تصيب الرجال ويتزايد عددها بشكل كبير ولهذا السبب هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تجرى حول هذا المرض اللعين.
ومن بين هذه الدراسات هناك دراسة أمريكية أثبتت أن يوجد علاقة وثيقة جدا بين الأحماض الدهنية وبين زيادة مخاطر الإصابة بمرض سرطان البروستاتا. أجريت دراسة علمية كبيرة في مراكز الأبحاث لأمراض السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية وتم نشرها في مجلة المعهد القومي للسرطان على شبكة الإنترنت وأجرى الدراسة مجموعة متخصصة من الباحثين والمتخصصين بعد أن شارك فيها 35 ألف رجل يتراوح أعمارهم ما بين الخمسين عامًا من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية من كندا وبورتوريكو وبعد ظهور نتائج الدراسة وبعد إجراء فحص تحاليل الدم تبين أن هناك ارتفاع في نسبة مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا وبين ارتفاع نسبة الأحماض الدهنية.
تم تقسيم الرجال المشاركين في الدراسة إلى مجموعتين الأولى يبلغ عددهم 834 رجلًا مصابين بسرطان البروستاتا. بينما المجموعة الثانية فكانت 1393 رجلًا غير مصاب بالمرض وتم اختيارهم بشكل عشوائي من ال 35 ألف رجل المشاركين في الدراسة. تم تناول المجموعتين كبسولات أحماض الأوميجا 3 وبعض انواع الاكلات التي تحتوي على الأحماض الدهنية. بالتأكيد كان يتوقع الباحثين أن الأحماض الدهنية تقي مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا ولكن بعد عمل التحاليل والفحوصات الطبية أظهرت النتائج بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين.
حيث تبين أن أولئك الرجال الغير مصابين بسرطان البروستاتا وتناولوا نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية وأحماض الأوميجا 3 هم أكثر عرضة للإصابة بمخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 71 في المئة. أما المجموعة الثانية المصابة بمرض سرطان البروستاتا فيزداد المرض لديهم بنسبة 43 في المئة.
هذه النتيجة كانت غير متوقعة بالنسبة لجميع الباحثين والأطباء في أمريكا. حيث توصلوا إلى هذه النتائج بعد أن اكتشفوا أن الأحماض الدهنية مثل أحماض الأوميجا 3 تؤثر بشكل كبير على الحمض النووي وتزيد من الإصابة بالالتهابات مما تؤدي إلى تطور ونمو الخلايا السرطانية وذلك إثر تحولها إلى بعض المركبات الكيميائية الضارة التي تزيد من تفاقم حدوث السرطان وتحول معظم الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية مميتة.
أكدت هذه الدراسة البريطانية أن أحماض الأوميجا 3 ليست مؤذية بمعنى أنها لا تسبب السرطان ولكنها تجعل الأمر أكثر تعقيدًا وتسمح لاختراق هذا المرض الشرس إلى الجسم وذلك من خلال دورها في تحولها إلى مركبات تؤذي الحمض النووي DNA في الخلايا خلق أرضية خصبة للأورام السرطانية. لهذا السبب سوف يكون هناك المزيد من الدراسات للتوضيح أكثر بشأن تأثير الأحماض الدهنية على سرطان البروستاتا.