الهزات الأرضية
في السنوات الأخيرة، ترتجف الإسكندرية قليلاً من فترة إلى أخرى جرَّاء الهِزات الأرضية الطفيفة. وعلى الرغم من أن هذه الهِزات لا تستدعي الذعر فإن الناس يستمرون في الحديث عنها لفترة؛ نظرًا لأنها نادرة الحدوث هنا. إلا أن آخرين ليسوا محظوظين مثلنا؛ فتشكل الزلازل في بعض الأماكن خطرًا اعتياديًّا، وتُجرى التدريبات في تلك المناطق؛ للتأكد من استعداد السكان للفِرار في حالة الخطر. ومن بين تلك الأماكن جزيرة سومطرة الإندونيسية، والتي تقع على خط صدعٍ نشط.
ولكن، ما الذي يجعل الأرض تهتز بالتحديد؟ حسنًا، النظرية هي أن قشرة الأرض ودثارها العلوي يتكونان من العديد من الصفائح العملاقة التي تتحرك في اتجاهات مختلفة، مما يتسبب في احتكاكات تتوقف على الاتجاهات التي تتحرك فيها تلك الصفائح. فأحيانًا ما ترتطم تلك الصفائح ببعضها، أو تتباعد عن بعضها، أو تنزلق متجاورة لبعضها؛ وتلك الحركة هي ما تؤدي عادة إلى حدوث الزلازل.
وهناك حوالي عشرين صفيحة تحت سطح الأرض، تتحرك جميعها ببطء وباستمرار بمحاذاة بعضها. ويمكن وصف الأمر كالتالي: “تخيل لو أمسكت بقلمٍ أفقيًّا ثم قمت بالضغط على طرفيه إلى أسفل، فإنه سوف ينثني. وبعد استخدام قدر كاف من القوة سينكسر القلم من المنتصف مُطلقًا للضغط الذي مارسته عليه؛ فتعمل قشرة الأرض بالطريقة ذاتها. فبينما تتحرك الصفائح الأرضيَّة، فإنها تضع ضغطًا على نفسها وعلى بعضها، وعندما تكون القوة كبيرة بالقدر الكافي تنكسر القشرة الأرضية مطلقةً الضغط على هيئة طاقة تتحرك عبر الأرض في صورة موجات نشعر بها ونطلق عليها اسم زلزال”.
اليابان من البلدان التي تحدث بها العديد من الزلازل؛ فقد تشهد آلاف الهِزات الضعيفة كل عام. وأحد أسوأ الزلازل التي ضربت اليابان عبر تاريخها زلزال كوب في عام 1995؛ حيث أصيب حوالي 27.000 شخص، ودُمِّر أكثر من 45.000 منزل، وتوفى 6.433 شخصًا. ولقد كان الدمار الذي أحدثه ذلك الزلزال كارثيًّا مما دفع علماء اليابان إلى العمل على تحسين طرق التنبؤ بالزلازل، إلا أنه من الصعب جدًّا التنبؤ بمواقيت حدوث الزلازل وأماكنها.
ومؤخرًا، ضرب اليابان في عام 2011 زلزال توهوكو بقوة 9.0 درجات على مقياس ريختر؛ وهي قوة لم تُسجل من قبل في العصر الحديث، مما يجعله من أقوى الزلازل على الإطلاق. وكان المركز السطحي للزلزال حوالي 70 كم شرق شبه جزيرة أوشيكا بمنطقة توهوكو. وبينما تحركت الأرض أثناء ذلك الزلزال، أدت تلك الحركة إلى استثارة موجات تسونامي قوية وصل ارتفاعها إلى 40.5 متر في مياكو بمحافظة إيواته بتوهوكو. وفي منطقة سينداي، امتدت موجات التسونامي إلى نحو 10 كم داخل اليابسة. وقد أشارت التقديرات الأوليَّة إلى خسائر تتراوح بين 14.5 و34.6 مليار دولار أمريكي، وذلك جرَّاء الزلزال فقط.