تبدل اقطاب الأرض المغناطيسية و كيف يحدث
الوصف تاريخ حدوث تبدُّل أقطاب الأرض المغناطيسية
حدث تبدل اقطاب الأرض المغناطيسية الأخير منذ زمنٍ سحيقٍ قبل أن يستطيع البشر تسجيل هذا الحدث، إلّا أنّ عمليات التنقيب والبحث القائمة على حمم اللافا القديمة قد ساعدت العلماء بشكلٍ كبيرٍ في تقدير مدة تلك الظاهرة الفريدة. اعتمد فريقٌ من الباحثين على التسجيلات البركانية لدراسة آخر انعكاسٍ مغناطيسيٍّ يحدث لأقطاب الأرض، وتبين أنه كان منذ حوالي 780000 سنة مضت، واكتشفوا أن هذا الانعكاس قد استغرق مدةً زمنيةً أطول بكثيرٍ مما اعتقد الباحثون سابقًا، وهذا ما أقرّ به العلماء في دراسةٍ حديثةٍ.
شهد المجال المغناطيسي للأرض عشرات التبدُّلات في آخر 2.5 مليون سنة، حيث أصبح الشمال جنوبًا والعكس صحيح. تمكن العلماء من تحديد الحقبة الزمنية التي شهدت آخر انعكاسٍ موضحين أنها كانت في العصر الحجري، ولكنهم لا يمتلكون المعلومات الكافية المؤهلة لمعرفة المدة الزمنية التي استغرقها الانعكاس أو متى سوف يكون التبدُّل المُقبِل.
طبقًا للدراسة الجديدة، اعتمد العلماء على مجموعةٍ من الأحجار والصخور التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري حتى يتمكنوا من معرفة المدة الزمنية التي استغرقها الانعكاس بدقةٍ، وبهذه الطريقة، قدروا آخر انعكاسٍ على أنه استمر لمدة 22000 عام، الفترة التي كانت أطول بكثيرٍ من التقديرات السابقة التي رجحت استمراريته لمدة 1000 إلى 10000 عامٍ.2.
سبب تبدل اقطاب الأرض المغناطيسية
الأرض في حركةٍ مستمرةٍ غير مستقرةٍ، وحتى الآن يشهد المجال المغناطيسي تغيُّرًا متسارعًا، فمنذ تسعينيات القرن الماضي، حقق القطب المغناطيسي الشمالي قفزةً مفاجئةً نحو سيبيريا حيث أُزيح بمقدار 35 ميلًا (55 كم) سنويًّا طبقًا لدراسةٍ نُشرت في مجلة Nature العام الماضي.
قد تكون الاضطرابات الواقعة في الصهارة المعدنية المتدفقة في اللب الخارجي للأرض هي سبب عدم الاستقرار في المجال المغناطيسي الذي بدوره قد يؤدي إلى مثل هذه التغيّرات في القطب الشمالي، وبالتالي حدوث تبدّلاتٍ في الأقطاب المغناطيسية على المدى البعيد، وقد تتسبب حركة الحديد السائل في عمق الأراضي الكندية في إضعاف المجال المغناطيسي قليلًا في ذلك الموقع، مما يسمح للقطب المغناطيسي الشمالي بالتحرّك نحو سيبيريا.
لا يتوقف الأمر على القطب الشمالي فقط، بل يمكن ملاحظة تشوهات كهرومغناطيسية أخرى في جميع أنحاء العالم، كما هو الحال في جنوب إفريقيا؛ حيث يحدث اضطراب للمجال المغناطيسي في هذه البقعة، وقد يكون ذلك ناجمًا عن جزءٍ عالي الكثافة من طبقة الوشاح (Mantle) الواقعة بالقرب من الحدود مع اللب الخارجي السائل لكوكب الأرض