تحت شعار «UNESCO – الذكاء الاصطناعي قد يخطئ»، أطلقت منظمة اليونسكو الأسبوع العالمي لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية، في دعوة لتعزيز الوعي الرقمي، وتمكين التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي.
وقد شاركت مؤسسة الفنار للإعلام بفاعلية على المستوى الإقليمي، بإطلاق دليل للتربية الإعلامية ومكافحة التضليل، وانضمت إلى شبكة التحالف العالمية للتعليم الإعلامي والمعلوماتي، كجزء من جهودها لمواجهة الأخبار الزائفة في المنطقة العربية.
الدراية الإعلامية والمعلوماتية
استهدفت حملة اليونسكو تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تطرحها أدوات الذكاء الاصطناعي، في مجال المعلومات والوسائط الرقمية. وعملت الحملة، ضمن فعاليات أسبوع التربية الإعلامية والمعلوماتية السنوي، على تعزيز قدرات التمييز لدى الأفراد، من خلال تعليم مهارات التفكير النقدي الرقمي، والتحقق من المصادر، وفهم الآليات التي قد تؤدي إلى إنتاج محتوى مضلل بسبب أخطاء الخوارزميات أو تحيز البيانات.
ولتعزيز فاعلية هذه المبادرات، دعت اليونسكو المنظمات إلى تكوين سفراء وعي إعلامي داخل الجامعات، ينقلون مهارات التحقق والمساءلة إلى أوساط الطلبة، عبر ورش عمل ونوادي بيانات، وتحالفات أكاديمية-صناعية، في إطار أن الدراية الإعلامية لا تهدف فقط إلى معرفة ما هو الزائف، بل إلى بناء قدرة التعلم المستمر والواعي في المجتمعات.
الخطر الخفي وراء الذكاء الاصطناعي
يشير خبراء أخلاقيات التكنولوجيا إلى أن إحدى المخاطر الخفية، وراء استخدام الذكاء الاصطناعي في الميديا والتواصل الاجتماعي، هي إمكانية أن تقوم الخوارزميات بدعم التحيزات الاجتماعية، أو حتى تعزيزها بدون قصد مباشر، ويعود ذلك إلى أن الخوارزميات عندما تصنف خطاب الكراهية، غالبًا ما تعتمد على مجموعات من البيانات غير المتوازنة، مما يؤدي إلى نتائج سلبية.
وأظهرت دراسة نشرتها MIT Press أن أنظمة الكشف عن خطاب الكراهية تعلمت اعتبار كلمات مرتبطة بأشخاص ذوي إعاقة، أو بعناوين عرقية معينة، مسيئة بشكل أكبر من غيرها. كما ألقت دراسة منشورة في مجلة Algorithms الضوء على كيفية ترجمة الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط للغة العربية، فيصنف بعض اللهجات كمسيئة، بشكل غير مبرر. ويُبرز هذا الواقع أن استخدام النماذج الآلية بدون رقابة بشرية كافية، فإنها قد تؤدي إلى إعادة إنتاج للخطاب المسيئ. لذلك يؤكد مختصون أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في الإعلام أو التعليم، يتطلب استراتيجية شفافة لتدقيق المصادر ومراجعة البيانات منذ بدايتها.
كيف نكافح التضليل؟
تُعرَّف الدراية الإعلامية والمعلوماتية (MIL)، وفق منظمة اليونسكو، على أنها ركيزة أساسية، لتعزيز حرية التعبير والوصول إلى المعلومات والمعرفة، ودعم جودة التعليم. من خلال مجموعة من المهارات والمواقف، التي تتيح للأفراد فهم أدوار وسائل الإعلام ومزودي المعلومات، سواء في المنصات التقليدية أو الرقمية، والقدرة على البحث عن المعلومات وتقييمها وإنتاج محتوى إعلامي ومعلوماتي مسئول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات معطلة.