ربة البيت هي أعظم امرأة عاملة
فعمل المرأة خارج بيتها استثناء منضبط بقواعد وضوابط الشريعة الإسلامية ولا يمكن اعتباره قاعدة عامة للنساء في كل الأحوال، ويبقى الأصل دائما هو الأساس مهما قيل عن جدوى عمل المرأة خارج بيتها، ومهما قيل عن تغير شكل الحياة، ومهما قيل عن متطلبات المدنية الحديثة والتنمية والتقدم، فالتوزيع الأجدى والأمثل للأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة تكون دائرة نشاط الرجل فيه خارج بيته، بينما تكون دائرة نشاط المرأة داخل بيتها كربة بيت قائمة على رعايته.

وتوزيع الأدوار وفق هذه الأُطر لا يمكن بحال اعتباره من باب التمييز بين الجنسين، بل هو نتاج النظرة الواقعية العادلة التي تراعي القدرات والإمكانات والمواهب والملكات والفروق الفطرية والطبيعية بين الرجل والمرأة، ومن ثم وضع كل منهما في المهام التي تناسبه على الوجه الأكمل، بغية الوصول إلى أعلى نسبة انجاز – بالمعنى الشامل – للفرد والأسرة والمجتمع، وبدون التسبب في إحداث أي خلل يؤثر على نظام الأسرة والمجتمع وتربية النشء. والترويج بخلاف ذلك خلط للأوراق وقلب للحقائق ومجازفة بالمجتمعات الإنسانية تنذر بعواقب وخيمة، وما حدث من مظاهر الخلل والانحلال والتفسخ الذي أصاب الأسر في المجتمعات الغربية لخير شاهد على ذلك.
ولعل هذه المهمة السامية لربة البيت قد انطفأ بريقها وفقدت الكثير من القناعات بأهميتها وجدواها بسبب حملات التشويه المتعمدة من أصحاب الدعوات التحررية المناهضة لبقاء المرأة في بيتها، حتى بدا للكثير أن مسمى ” ربة بيت ” فيه دونية للمرأة، وأن دورها سلبي لا قيمة له، وأنها معطلة وغير منتجة، ولا تعتبر امرأة عاملة تشارك في تنمية مجتمعها مثل التي تعمل خارج بيتها! ومن كيد هؤلاء أنهم مزجوا هذه المفاهيم المغلوطة بمفاهيم أخرى تحرض المرأة على ترك عملها المنزلي، وتصفه لها بأنه نتاج سلطة ذكورية تستغلها وتسخرها للخدمة بغير أجر أو بدون مقابل، وأنها ضحية للتمييز ضدها وضد مشاركتها في تنمية المجتمع باسم الدين والعادات والتقاليد الموروثة، وتدعوها باسم المدنية الحديثة وتحت مسمى التحرر من الاستعباد إلى ترك دورها الأسري الأصيل والثورة ضد ما تسميه بالأفكار الرجعية البائدة.. إلى غير ذلك من الدعاوى التي يطفح منها الشطط والتضليل والمغالطات، فكيف يُحَقِّرون عمل المرأة في رعاية أسرتها وبيتها ثم يُمَجِّدون عملها خارجه بدعوى مشاركتها في تنمية المجتمع! أي منطق هذا الذي يستندون إليه ويعتمدون عليه؟! فكيف تبني المجتمع من تهدم بيتها؟

تواصل معنا