نستيقظ كل يوم تقريباً على إنجاز جديد أو تحديث لإنجاز قديم في مجال التكنولوجيا، وقد يشكل هذا التطور المتسارع قلقاً لدى بعضهم من صعوبة مواكبة هذا السباق المحموم الذي لا ينتظر أحداً، لكن فكرة واحدة تعلمها تكفي لأن تجعلك مرتاحاً حيال ما يحدث، دماغك المرن القادر على التكيف والتعلم السريع ومعها استثمار هذا التقدم لمصلحتك لا عليك، كفيلان بأن يجعلا الأمر أكثر متعة.

وفي حين كان ولا يزال حجر الزاوية في التقدم التكنولوجي هو النجاح في محاكاة الأصل البيولوجي على وجه العموم، ترتكز اختراقات الذكاء الاصطناعي بمجملها على محاكاة التكيفات البيولوجية للبشر، وتعد المرونة العصبية التي يمتاز ها الدماغ البشري هدفه الأوحد اليوم، إذ يتعلم الذكاء الاصطناعي كيف يمتلك دماغاً مذهلاً كأدمغة البشر.

مطاوعة الدماغ أو اللدونة العصبية

تعد المطاوعة الدماغية أحد أهم اكتشافات مطلع القرن الـ20 في علم الأعصاب، وأول من استخدم هذا المفهوم مؤسس علم الأعصاب وأول رسّام لخرائط الدماغ الطبيب الإسباني سانتياغو كاخال عندما طرح نظرية تخالف الاعتقاد السائد حينها بأن بنية دماغ الإنسان ثابتة لا تتغير بل إنها حتى تتراجع في مرحلة البلوغ، إذ لاحظ تغيرات تطرأ على بنية الدماغ بعد بلوغ سن الرشد تقدم دليلاً على أن الدماغ ديناميكي وقابل للتكيف.

 

التعليقات معطلة.