أخيراً، تناقلت المواقع العلمية على الإنترنت خبر تفكيك لغز الرائحة والآليات التي ترافق حدوثها، مما اعتبر اختراقاً علمياً جديداً، وحجر يؤشر إلى علامة أخرى ضمن الطريق العلمي الطويل في فهم الرائحة. وقبل الدخول في التفاصيل، قد يبدو إطلاق تسمية اختراق علمي على معرفة جزء أساسي من آليات الرائحة، أمراً “مستهجناً” بالنسبة إلى من أركن عقله طويلاً على أخذ الرائحة باعتبارها أمراً مسلماً به أو أن العلم أنجز معرفتها بالكامل. الأحرى أن نفكر نقديّاً في هذا الاسترخاء غير المبرر. والأرجح أن للرائحة ألغازها التي لم تكشف بعد، حتى بعد هذا الإنجاز العلمي، إذ لم يتردد غير موقع علمي متمرس، على غرار موقع مجلة “نايتشر” Nature الشهيرة، في الإشارة إلى أن ما جرى اكتشافه الآن ليس سوى الجزء الأساسي من الآلية المتصلة بالرائحة، ويتعلق بالتعرف إلى الكيفية الدقيقة للتفاعل بين الجزيئات الكيماوية المادية التي تحرك الانطباع العصبي المتصل بالرائحة، وبين عصب الشم في الأنف. وبالتحديد، يتعلق الأمر بتمكن العلماء من تحديد التركيبة البيولوجية، بالتالي فإنها تركيبة تتولى الجينات صنعها، للمناطق التي تستقبل الجزيئات الكيماوية التي تحرك في الأعصاب القدرة على تشمم الروائح.
السبت 23 نوفمبر 2024