إنّ مدى الاستفادة من التقدّم العلمي والتقني، مرهون في الغالب بعدّة عوامل تساعد على توفير البيئة المناسبة لهما، كالتخلّص من السلبيّات المعوّقة، بدءاً من عجز التعليم ووصوله إلى درجة متخلّفة في الدول النامية، مروراً بالعشوائيّة وقلّة التنسيق، وضعف الكفاءات الإداريّة، وسوء إعداد الكوادر الفنّية، لذلك يعتبر العلم والتقنية من النشاطات الإنسانيّة التي يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام؛ لمواكبة حركة العصر، كما أنّ حدوث اكتشافات علميّة من وقت لآخر يؤدّي إلى كشف مناطق جديدة من المعلومات والاحتمالات التطبيقيّة، التي تتحوّل بسرعة إلى أدوات تقنيّة جديدة للخدمات والإنتاج، ومنها أصبحت التقنية لها القدرة على تحويل الإبداع العلمي إلى أهداف مفيدة وفعّالة في تطوير حركة المجتمع نحو الأفضل، وكانت العلاقة عبر التاريخ الطويل بين العلم والتقنية علاقة تبادليّة في بداية الأمر، إلا أنّ هذه العلاقة أصبحت في عصرنا هذا أكثر تقارباً والتصاقاً من ذي قبل، كما أنّ “علم التطبيقات العمليّة” أصبح دراسة منظّمة وفق قواعد وأسس ومناهج علميّة.

 

التعليقات معطلة.