غضبة الجبال الكونية
قال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ۝ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ۝ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ۝ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ [سورة مريم: 88-91].
فكانت هذه الغضبة الكونية التي اشتركت فيها السماوات والأرض والجبال حتى تحولت إلى زلزال كبير مدمّر بمجرد سماعهم لهذه الكلمة “وقالوا اتخذ الرحمن ولداً”، وكأن الكون كله قد تحول إلى أفواه مزمجرة تقول لهؤلاء المشركين: “لقد جئتم شيئاً إدّاً”،
لقد اهتزَّ كل ساكن، وارتجَّ كل مستقر، وغضب كل ما هو داخل هذا الكون غضباً شديداً لبارئه وخالقه؛ لأن هذه الكلمة صدمت كيانه وفطرته، وخالفت ما وقر في ضميره وعقله وما استقر في كيانه وحسّه، وهزت القاعدة التي قام عليها الوجود واطمأن إليها،
قال تعالى: ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ۝ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ [سورة مريم: 91-92]. وفي وسط هذه الثورة العارمة تدوّي في جنبات الكون اللانهائي آيات بينات، تنزيل من حكيم حميد.
قال تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ۝ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ۝ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [سورة مريم: 93-95]

تواصل معنا