كيفيّة تشكّل المستحاثات

كيفيّة تشكّل المستحاثات
هنالك في الواقع العديد من العوامل والظروف التي تلعب دورًا مهمًّا في تشكّل المستحاثة، وأهم هذه الشروط التي تُساعد في تحوّل الهيكل أو الأثر الأحفوري إلى مستحاثة هي الدفن السريع، فكلمّا دُفن الأثر تحت الأرض بشكلٍ أسرع كلما كان أكثر وضوحًا، والعكس صحيح؛ فكلما كانت فترة تعرّض الأثر للعوامل الخارجية أكبر كلما كان التخرّب فيه أكثر.

كما أن مكان تكوّن المستحاثة يلعب هو الآخر دورًا حساسًا في تشكّلها، فإذا قارنّا بين الصحراء وقاع المحيط، أيّهما سيكون المكان الأنسب لدفن الأثر الأحفوري؟ هل ستكون الكفّة للعواصف الرمليّة القوية في الصحراء أم لقاع المحيط الهادئ وطبقة الطين الكثيفة الراكدة أسفله؟ بالتأكيد سيكون قاع المحيط هو المكان الأفضل لحفظ المستحاثة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن ودون تخرّب أو تشوّه.

فيما يلي مراحل تشكّل المستحاثات بدقّة:

في الخطوة الأولى وبعد موت الكائن، تعمل البيئة اللاهوائية التي يُدفن فيها على منع الفرائس وحتى الجراثيم من تفكيك وافتراس بقايا الكائن، ولهذا السبب يغدو احتمال تشكل المستحاثة أكبر في قاع المحيط حيث تتوفر هذه العوامل اللاهوائية.
في الخطوة التالية يجب على بقايا الكائن أن تُدفن في رواسب طريّة (كالطين البحري أو الرمال الصحراوية). وكما ذكرنا سابقًا كلما كانت عمليّة الدفن أسرع كلما كان احتمال بقاء هيكل الكائن على شكل مستحاثةٍ أكبر.
تُتبع المرحلة السابقة بفترة الدفن، والتي تتراوح بين آلاف إلى ملايين السنين. خلال هذه المدّة الطويلة تعمل الأحجار المحيطة بالكائن على تغيير الشكل والبنية الكيميائية والمعدنية لهيكل الكائن المتبقّي، وهذا التغيير يعمل على زيادة مقاومة تلك البنى للمؤثّرات الخارجيّة.
لا بد أخيرًا من أن تتحطّم الصخور المحيطة بالمستحاثة بفعل الطبيعة أو على يد الإنسان حتى يتم الكشف عن هذه المستحاثّات القديمة.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا