مساعدة الطفل على اللّعب وتكوين الصداقات من الممكن تطوير المهارات الاجتماعيّة لدى الطفل منذ السنة الأولى من عمره، ويُعد اللّعب من أفضل الطرق التي تساعد على البدء بتعليمه ذلك، فخلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل يستطيع الأبوان والأخوة ممارسة ألعاب متنوعة معه تساعد على تنمية هذه المهارات، مثل اللّعب معاً بقطع المكعبات أو ركل كرة كلٌّ بدوره، ومن المهم تعليم الطفل في هذه الألعاب أنّ لكلّ شخص دوراً في اللعب، وتعليمه ألفاظ مثل “هذا دوري، وهذا دورك”، فهذا يُعلّم الطفل أنّ هناك طرف آخر مشترك في اللعبة وأنّ عليه التواصل معه.
يُمكن تطوير المهارات الاجتماعيّة للأطفال من خلال اللعب، حيث يملك معظمهم ألعاباً ودمى لكنّهم أحياناً لا يُحبون مُشاركتها مع الأطفال الآخرين، لذا من الممكن للآباء مساعدة أطفالهم على تقبُّل الأطفال الآخرين واللّعب معهم من خلال عدة أمور يمكن اتّباعها لتساهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعيّة، والتي نذكرها كالآتي:
مناقشة الطفل في الألعاب التي يسمح للأطفال الآخرين بالتشارك معه في لعبها، وهنا على الوالدين معرفة أنّه لن يسمح للآخرين باللعب بألعابه لمدة طويلة. تعليم الطفل المُشاركة في الألعاب التي لا يملكها، إذ يُمكن للأب إحضار لعبة جديدة كالمعجون، ويبدأ طفله باللعب مع الآخر فيها. عمل أنشطة ممتعة تتضمن الحركة كالرقص على أغنية ما، أو تجميع الكرات متشابهة اللون، ويكون ذلك بشكلٍ جماعيّ مع ضرورة عدم إهمال أيّ طفل ومشاركة الجميع. تساعد الألعاب على بناء علاقاتٍ اجتماعيّة إيجابيّة للأطفال مع أصدقائهم، وهذا يعتبر من الأمور المهم إكسابها لهم في مرحلة ما قبل المدرسة من أجل تنمية مهاراتهم الاجتماعيّة، لذا ينبغي تعليمهم مجموعة من الألعاب الجماعيّة المناسبة لهم والتي تحقق هذا الهدف في الوقت نفسه، والتي تساعدهم أيضًا على ما يأتي:[٣] اكتشاف اهتماماتهم وميولهم. تطوير قدرتهم على الانضباط الذاتيّ والتحكّم بمشاعرهم. تطوير قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وعن أنفسهم. تنمية الجوانب العاطفيّة والانفعاليّة لديهم. التغلّب على خجل الطفل من المهم تنمية المهارات الاجتماعيّة لدى الأطفال خصوصاً الخجولين منهم، والتي من الممكن أن يكتسبوها من خلال توفير فرص لهم لممارستها مثل مساعدتهم على التعبير عن أنفسهم، وتوفير فرص لهم لإجراء محادثات مع غيرهم من الأطفال، ومن المهم زيادة ثقة الطفل الخجول بنفسه وتشجيعه على الجرأة خصوصاً في المواقف التي يشعر بها بالخجل، ويُمكن مساعدته بالتّكلم عن نفسه ودعمه وتشجيعه بشكلٍ مستمر، ومن النصائح التي من المهم اتّباعها من قِبل الوالدين لتطوير مهارات الأطفال من عمر السنة إلى الثلاث سنوات ما يلي:
عدم إجبار الطفل على الذهاب لشخص لا يعرفه بشكلٍ مفاجئ، بل يكون ذلك بشكلٍ تدريجي وبما يُساعد الطفل على الذهاب وحده إلى ذلك الشخص، لذا من الممكن مساعدته بأن يحضِر الشخص لعبة معه ليجذب انتباه الطفل لها فيذهب إليه. مُشاركة الطفل الخجول الألعاب الاجتماعيّة في بداية اللعبة ثمّ الانسحاب تدريجياً. تشجيع الطفل على السيطرة على مشاعره، والتوضيح له أنّ شعوره بالخوف أو الرَّهبة في المواقف الجديدة التي يتعرّض لها هو شعور طبيعي ويستطيع التّغلب عليه. تجنّب المبالغة في الاهتمام بمشاعر الطفل الخجول والبقاء معه بشكلٍ دائم، إذ إنّه بهذه الطريقة لا يستطيع التغلّب على خجله. تعزيز الطفل وتشجيعه عند تواصله مع الآخرين. إدراك الوالدين بأنّهما قُدوة للطفل، لذا يجب التزامهما بسلوكات اجتماعيّة حتى يتعلمها الطفل منهما. وجود الوالدين في المواقف الجديدة على الطفل أو عند تعرُّضه لموقف مُعين لم يستطع فيه إخفاء خجله، وذلك لتشجيعه على تجاوز الموقف والتوضيح له أنّ الوضع سيصبح أفضل وأكثر راحة.