لماذا سمي البحر الأسود بهذا الإسم ؟

تتعدّد الأسماء التي أُطلقت على البحر الأسود، وفيما يأتي أكثر هذه الأسماء تداولاً: البحر المعادي: أو البحر غير المضياف، أطلق قدماء الإغريق هذا الإسم على البحر، ويُعتقد أنّه سمُيّ بذلك نظراً لصعوبة الإبحار في مياهه، ووجود القبائل المُتوحشة التي تعيش على طول ساحله،بالإضافة إلى قلّة جُزره، وكثرة عواصفه، لكن بعد ذلك استُبدل الإسم السابق للبحر وأطلقوا عليه اسم البحر المضياف، وذلك بعد سيطرة اليونانيين عليه.
البحر الأسود: أُطلق هذا الاسم على البحر في العصور الوسطى في وقت الإمبراطورية العثمانية، حيث تُشير الوثائق التاريخية إلى أنّه كان يُسمّى ببحر السياه أو كارادينيز والتي تعني البحر الأسود في اللغة العثمانية التركية.[٢] مسميّات أخرى: ومن أهمّ المُسميّات الأخرى للبحر الأسود؛ بحر روس الذي أطلقه عليه العرب، إضافةً إلى اسم بحر بنطس.[٢] التفسيرات والمبررات العلمية الترجمة تبيّن أنّ اسم البحر الأسود مُشتقّ من المصطلح اليوناني بونتوس أكسينوس، إذ يعود جذر كلمة أكسينوس اليونانية إلى اللغة الإيرانية، والتي تعني الأجسام ذات الألوان الداكنة، كما يعود أصل الاسم للغة التركية العثمانية (سياه) والتي تعني البحر الأسود
ويُشار إلى وجود ترجمة أخرى للكلمة اليونانية بونتوس أكسينوس إذ تعني البحر غير المضياف، حيث تغيّر هذا الاسم بعد إنشاء المستعمرات على سواحل البحر إلى البحر المضياف.[٤] اللون الأسود لمياه البحر كانت تتعرّض جولات البحّارة في مياه البحر الأسود إلى عواصف عنيفة خلال فصل الشتاء، كما تعرّض الأتراك للعواصف الهوجاء عندما توّجهوا للسيطرة على الأراضي المتواجدة خارج الشواطئ الجنوبية للبحر، وقد تسبّبت هذه العواصف بإظهار مياه البحر باللون الأسود، فأُطلق عليه اسم البحر الأسود، ومن أسباب ظهور مياه البحر باللون الأسود هو وجود مادة الرواسب الطينية السوداء في مياهه، والتي يُعتقد أنّها أحد أسباب تسميته بهذا الاسم.
عدم وجود حياة بحرية في قاع البحر الأسود يتميّز البحر الأسود بكونه أكبر تجمّع مائي مع حوض ميروميتيك (بالإنجليزية: meromictic basin)،[٥] وهي ظاهرة جيولوجية تعني أنّ حركة المياه في هذا الحوض بين الطبقات العلوية السفلية قليلة، إذ لا يحدث أي اختلاط عمودي بين طبقات المياه في البحر الأسود، ويعود السبب في ذلك إلى فرق الكثافة بين الطبقتين، حيث إنّ الطبقات العلوية من البحر أقلّ كثافة من الطبقات السفلية الأكثر ملوحة، وتتسبّب هذه الظاهرة بإحداث فرق كبير في درجات الحرارة بين هذه الطبقات، كما تمنع الطبقة السفلية من الحصول على الأكسجين الموجود في طبقات المياه العلوية، فبالتالي تكون الطبقات السفلية العميقة للبحر شبه ميتة بيولوجياً

 

تواصل معنا