ماذا تعرف عن السُدم؟
تُعرف السُدم بألوانها الجذابة ومناظرها الخلابة التي تملأ الفضاء. وقد كانت مصدر تساؤل لسنوات طويلة لعلماء الفلك، تبهرهم بألوانها وأشكالها، وتثير تساؤلاتهم حول مكوناتها ونشأتها.
ما السديم؟
السديم كتل هائلة مكونة من الغازات والغبار؛ بعضها تكوَّن نتيجة انفجار نجم في نهاية عمره مثل ما يُعرف بالمستعر أو الطارق الأعظم، والبعض الآخر يكون نقطة بداية لتكوُّن نجوم جديدة فتسمى باسم «حاضنات النجوم».
تتكون السُدم بشكل أساسي من غازي الهيدروجين والهيليوم، وتنتشر هذه الغازات في الفضاء بسرعة كبيرة وبمساحات شاسعة. ولكن، تحدُّ الجاذبية من سرعة هذه الغازات فتبدأ بتكوين كتل كبيرة من الغازات والغبار. وكلما ازدادت هذه الكتل حجمًا، أصبحت جاذبيتها أقوى بكثير.
تنتشر السُدم في الفضاء الخارجي، وتوجد بشكل أساسي في الفضاء الواقع بين النجوم، وتظهر بأشكال غير منتظمة؛ ولكنها تتميز بألوانها الباهرة وأشكالها الجذابة.
أنواع السدم
السديم المظلم: وهو سحابة عملاقة من الغازات الباردة والغبار، التي لا تشع أي ضوء؛ لذا فالسديم المظلم يخفي بداخله النجوم التي يحتويها فلا تكون ظاهرة بسبب ظلامه.
السديم العاكس المنتشر: تتكون هذه السُدم من غاز الهيدروجين بنسبة كبيرة بالإضافة إلى بعض الغبار، وتعكس الضوء إلى النجوم التي تحتويها، وهي النجوم الأقرب إليها. يسهم الغبار في إضفاء اللون الأزرق على هذه السُدم. وتعد مجموعة الثريا خير مثال على السديم الأزرق.
السديم الانبعاثي المنتشر: وصفت هذه السُدم بالمنبعثة؛ لأنها تشع ضوءها الخاص؛ وذلك لأن ذرات الهيدروجين التي تعد المكون الأساسي لها تتأثر بقوة الأشعة فوق البنفسجية القوية المنبعثة من النجوم القريبة، وهذا ما يجعلها تتأين ‒ أي تفقد ذرة الهيدروجين الإلكترون الوحيد لها فتطلق فوتونًا ‒ فينتج عنه انبعاث الأضواء من السديم.
السديم الكوكبي: عندما يقترن سديم منتشر مع مولِّد نجم جديد، يكوِّن السديم الكوكبي بقايا هذا النجم. وسُمي السديم الكوكبي بهذا الاسم؛ نظرًا لاتسامه بجوانب دائرية.
أشهر السدم في الفضاء
سديم هيليكس: يعد هذا السديم المعروف أيضًا باسم NGC 7293 السديم الأقرب إلى الأرض، إلا أنه يبعدها بقرابة 700 سنة ضوئية. اكتشفه العالم كارل لودفيج هاردنج قبل عام 1824؛ وقد تكون نتيجة انفجار نجم.
سديم عين القط: هو سديم كوكبي يبعد عن الأرض قرابة 3262 سنة ضوئية، ويقع في كوكبة التنين. اكتشفه ويليام هيرشل عام 1786، ويعدُّ أكثر السُدم إضاءة في الفضاء. كان من أوائل السدم التي تم دراسة طيفها، وكان ذلك على يد ويليام هيجنز عام 1864.