ما هى العلاقة بين الثقافة والمجتمع في علم الاجتماع
من التعريفات السابقة للثقافة والمجتمع بدا واضحاً مدى صعوبة الفصل ما بين الثقافة والمجتمع، إذ إنّهما متكاملان، فلا وجود للثقافة من الأصل لولا وجود مجتمعات تتبنّاها، ولا وجود لمجتمعات دون ثقافة تنظّمها، إذ إنّها تتحوّل إلى غابة، وأبسط مثال على ذلك اللغة، حيث تعتبر اللغة المكوّن الأوّل للمجتمعات، والموروث الثقافي الأهمّ لأيّ مجتمع ولولا وجود اللغة لانعدمت أهمّ وسيلة اتصال بين الناس في المجتمع، ولذلك فإنّ أيّ محاولات للفصل ما بين المفهومين ستذهب سدىً. كما هو حال الإنسان إذ يتأثر بعوامل خارجيّة، كذلك أيضاً الثقافة والمجتمع تتعرّضان اليوم للعديد من التحديات، ولعلّ أبرز التحديات هو تحدي العولمة، الأمر الذي أفقد المجتمعات خصوصيّاتها الثقافية، فبدا العالم كقرية صغيرة مفتوحة على بعضها، ممّا جعل الكون يبدو كأنّه ثقافة واحدة، وبالتالي شعور الإنسان نفسه في حالة اغتراب عن مجتمعه، فمن ناحية يخضع لمنظومة ثقافيّة واجتماعيّة على أرض الواقع، ومنظومة ثقافيّة واجتماعيّة على وسائل التواصل الاجتماعيّة مختلفة. من هنا يأتي دور كلّ دولة في تحديد ما يتناسب مع ثقافتها، ومعاييرها، وأخلاقيّاتها لتعمل متكاتفة للتصدّي لكلّ ما هو دخيل عليها ولا يناسبها دون التعرّض لحقوق المواطن المتعلّقة بخصوصياته وحياته
السبت 28 ديسمبر 2024