معلومات عن التاريخ
يُعتبَر التاريخ عِلماً من العلوم الاجتماعيّة التي تهتمّ بدراسة ماضي البشريّة، كما أنَّ دراسة المُؤرِّخين للماضي، وأحداثه، وإعداد وثائق جديدة، يُعَدُّ تاريخاً أيضاً،[٢] وقد ارتبط عِلم التاريخ عند العُلماء المسلمين بشكلٍ عام بمعرفة البُلدان، والطوائف، والأشخاص، وأنسابهم، بالإضافة إلى معرفة عاداتهم، ورسومهم؛ من أجل الاستفادة، وأخذ العِبرة، والنُّصْح منهم، كما أنَّ عِلم التاريخ عند المسلمين كان له ارتباط وثيق بحديث النبيّ -عليه السلام- ومن هنا، اهتمّ المسلمون بتدوينه، وتحقيق رواياته، وتمحيصها.[٣] اختلف كثير من عُلماء الأدب، والتاريخ حول هويّة التاريخ، وهل هو عِلم أم لا؛ فذَكَر البعض أنَّه لا يُمكن للتاريخ أن يكون عِلماً؛ وذلك لأنَّه لا يُخضِع الأحداث التاريخيّة للتجربة، والمُشاهدة، والفَحْص، وبذلك لا يُمكن استنتاج قوانين ثابتة منه، كالعلوم الأُخرى، مثل الكيمياء، ويرى عُلماء الأدب أنَّ التاريخ هو أحد الفنون بغضّ النظر عن كونه عِلماً، أم لا؛ إذ إنَّه يستنطق الماضي باستحضار الخيال الذي يحتاج إلى براعة المُؤرِّخ، والكاتب، وقد رفض بعض العُلماء تجريد التاريخ من صِفته العلميّة؛ لأنَّه عِلم نَقْد، وتحليل، وتقريب، وليس عِلم تجربة.[٢] يُردِّد الكثيرون العبارة الشهيرة (التاريخ يَكتبه المُنتصرون)، ويعتمدون عليها وكأنَّها حقيقة مُطلَقة، دون معرفة أصلها، وتاريخها، وتذكر بعض المصادر أنَّ هذه المقولة تُنسَب إلى (روبار برازياك)، وهو اليمينيّ المُتطرِّف الذي كان له نشاط مع النازيّين؛ حيث قال هذه العبارة عند تنفيذ حُكم الإعدام فيه، إلّا أنَّ هنالك من يَنسِب هذه المقولة من الناحية الأكاديميّة إلى (والتر بنيامين)، وهو أحد المُفكِّرين الألمان ذوي الأصول اليهوديّة، إضافة إلى أنَّ العديد مِمَّن يذكرون هذه المقولة لا يعلمون القَصد منها؛ حيث إنّها مقولة لتمجيد العظمة، وانتصار القائد، وقد انتشرت في فِكر السياسيّين اليمينيّين.

تواصل معنا