مفهوم العدالة الاجتماعية في الفلسفة
اتخذ مفهوم العدالة عند الفلاسفة أشكالاً كثيرة، فقد كان لكلّ منهم رؤيته وتأطيره لمفهوم العدالة وفقاً للمرحلة والظروف التي عاش بها، فإذا ما سلطنا الضوء على مفهوم العدالة عند أرسطو نجد أنها تنقسم إلى دلالتين: عامة، وخاصة.
العدالة عند أرسطو الدلالة العامة: ترمز إلى علاقة الفرد بالمؤسّسات الاجتماعية، أي الامتثال إلى القوانين والتحلّي بالفضيلة، فالإنسان الفاضل هو الذي يمتثل إلى القوانين ويعمل بها، شريطة أن يكون هذا القانون مبنياً على مبدأ الفضيلة، ولا بدّ لنا من الإشارة إلى وجود فرق بسيط بين مفهوم العدالة الكونية ومفهوم الفضيلة، حيث إنّ العدالة الكونية تقتصر على العلاقات بين الأفراد والمؤسّسات، أمّا مفهوم الفضيلة فتنضوي تحته علاقات الأفراد ببعضهم البعض. الدلالة الخاصّة: تشير إلى ما ينبغي أن يكون عليه سلوك الفرد في تعامله مع غيره من أفراد المجتمع، وهنا تقترن العدالة بالفضيلة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ منها، وتدلّ على السلوك الفاضل في شتّى مجالات النشاط الإنسانيّ.
العدالة عند السفسطائية أمّا مفهوم العدالة عند السفسطائية، فهي ترمز إلى مصلحة الطرف الأقوى، فالأقوى هو من سنّ القوانين ونظمها من منظوره الخاصّ ومن أجل مصالحه الخاصّة، لهذا يرى السفسطائيون أنّ العدالة تتغيّر من مجتمع لآخر وفقاً لتغيّر مصالح الأقوى فيها.
العدالة عند أفلاطون يعرض أفلاطون موقفه من العدالة في كتابه الجمهورية على شكل حوار بين طرفين، سقراط ويمثل الطرف الأول، وغلوكون وأديمنتس ويمثلان الطرف الثاني، فيقول أفلاطون على لسان سقراط أنّ العدالة هي ليست عدالة فرديةّ، وإنّما هي عدالة مرتبطة بشكل مباشر مع العدالة العامّة.
العدالة عند غلوكون يرى غلوكون أنّ العدالة نتيجة لعجز الإنسان عن ممارسة الظلم وتحمّل عواقبه، فالإنسان لم يخلق وصفة العدل لديه بالفطرة، بل يطبّق الإنسان العدل عندما لا يستطيع أن يظلم، أو حين تتسنّى للإنسان منفعة ماديّة أو معنوية جرّاء تطبيقه للعدل.
العدالة عند أديمنتس يرى أديمنتس أنّ أصحاب الفضيلة سيحوزون على فضيلتهم من البشر على شكل احترام وتقدير، بينما ينالون فردوساً لا يضاهيه شيء عند الآلهة
الخميس 26 ديسمبر 2024