مفهوم القِيَم الإنسانيّة في الإسلام

مفهوم القِيَم الإنسانيّة في الإسلام
يُعرِّف الإسلامُ القيمَ الإنسانيّةَ بأنّها عبارةٌ عن مجموعةٍ من المبادئ التي تهتمُّ باحترام الإنسان، وحريّاتِه، وحقوقِه، وعِرضِه، ودمِه، وعقلِه، ونسلِه؛ وذلك لأنَّه يَنظرُ إلى الإنسان بوصفِه جُزءاً لا يتجزَّأ من المُجتمَع، حيث جاء الإسلام بمجموعةٍ من القِيَم؛ ليرفعَ من قيمةِ الإنسان وشأنِه، منها:
العلم: ويُعتبَرُ من القِيَم العُليا؛ حيث تقوم حياة الإنسان الدينيّة والدنيويّة عليه، كما أنّه طريق الإيمان، وقد جعلَه الإسلام أساسَ التفاضُل بين البشر، واعتُبِرَ أنّ أهل العلمِ هم المُؤهَّلون لتقوى الله وخشيتِه.
العمل: ويُعتبَرُ ثمرةَ ونتيجةَ الإيمان؛ حيث إنَّ الإيمانَ النابعَ من قلبٍ صادقٍ تأتي ثمارُه بالعمل؛ ولذلك نرى الإسلام يَقرِنُ العمل بالإيمان، ويُقصَدُ بالعمل بَذْل الإنسان ما في وُسْعِه لتحقيق الخِلافة في الأرض، وعمارتِها، وعبادةِ الله عز وجل، وهي الغايات التي خُلِقَ من أجلِها.
الحرية: وهي من القِيَم التي عظَّمَها الإسلامُ، والتي من شأنها أن تَجعلَ الإنسانَ سيِّداً في الكون، ومُسخَّراً لله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنَّ الحريَّة تُحرِّرُ الإنسانَ من كلِّ أنواع الضغط، والذلِّ والقَهْر، وللحريّة عدّة أنواع، منها: الحريّة الدينيّة، والحريّة الفِكْريّة، والحريّة السياسيّة، والحريّة المَدَنِيَّة.
الشورى: ويُقصَدُ بها مُشارَكةُ الرأي، بمعنى ألّا ينفردَ الإنسانُ برأيِه، وخاصة في الأمور التي تحتاجُ إلى أكثر من عقلٍ، وأكثر من رأي، ومن فوائد التشاور أنَّه يجعل الفرد يَنظرُ إلى الأمور من مُختلَف الزوايا، كما أنَّ الحُكْمَ المُستنِدَ إلى الشورى يكون مَدروساً بشكلٍ أفضل، ومَبنِيّاً على تصوُّر شامل، كما أنَّه يُلغي التردُّدَ، وتُساعدُ الشورى على اتِّخاذِ الرأيِ الأصوب، وقد يكون تقريرُ الأمرِ عن طريق الاستخارة، وطلب العون من الله عزَّ وجلَّ، أو أن تكون مَشورَة إنسانيّة، بأن يطلبها من شخصٍ أو أشخاص يَثِقُ برأيِهم وحكمتِهم.
العدل: وهو أحد مُقوِّمات الحياة الأسريّة، والاجتماعيّة، والدينيّة، كما أنَّه هدفُ جميعِ الرِّسالات السماويّة، ويُقصَدُ به أن يأخذَ كلُّ ذي حقٍّ حقَّه دون تبخيسٍ أو طُغيان، ويكون العدلُ بين الناس، كما أنَّه يكون مع النفس أيضاً، ويُقصَدُ بذلك أن يُوازِنَ الفردُ بين حقِّ نفسِه، وحقِّ ربِّه عليه، ومن صور العدل: العدل في الأسرة بين الأبناء، ومع الزوجة أو الزوجات، وعدل الفرد مع من يحبُّ ويكره، بحيث لا تدفعُه عاطفة الحبِّ إلى المُحاباة بالباطل، أو تمنعُه عاطفة الكره عن إعطاءِ الحقِّ لصاحبه.
الإخاء: بمعنى أن يعيش جميع أفراد المُجتمَع في ترابطٍ وتعاونٍ، دون حسدٍ، أو بغضٍ، بل يُؤازِرُ كلُّ واحدٍ منهم الآخرَ، والقَصْدُ في هذه النقطة هو الأُخُوَّة الإنسانيّة بغضِّ النَّظَر عن العِرْقِ، أو الانتماء، أو الدِّين.

تواصل معنا