ميناء الفاو الكبير وموقعه ضمن التجارة العالمية

ميناء الفاو الكبير وموقعه ضمن التجارة العالمية
ترتكز أهمية الموقع الجيوسياسي لميناء الفاو الكبير على أساس دوره الحيوي في التجارة العالمية، إذ سعد في حال إكتماله مع مشروع القناة الجافة حلقة وصل (Hub) بين الشرق والغرب، ما قد يسهم في إختصار الوقت والكلفة مقارنة بالممر البحري عبر قناة السويس وهذه مسألة ستخدم الموردين ويضعه على خارطة سلاسل التوريد العالمية، وعليه إن إستقراء أهميته ضمن هذه الوظيفة التجارية تعتمد على مستوى الإستمرارية والتغيير في عوامل متعلقة بنمو التجارة الدولية والتحولات في أنماطها والتأثير الذي تسببه قناة السويس والطرق البرية، ضمن المستقبل القادم المنظور (10 – 20) عامة أو ضمن سنوات أبعد.

إن أي رؤية مستقبلية تحاول إستشراف أهمية الميناء يفترض أن تأخذ بنظر الاعتبار التغييرات القادمة في إتجاهات التجارة العالمية والتحولات التي ستشهدها الصناعة، سواء التي تجري في الصين أو في أوروبا باعتبار أن أهمية الميناء تنبع من التجارة العالمية بين الشرق والغرب وأي تحول في العلاقة بينهما، من حيث إرتفاع أو إنخفاض حجم التبادل التجاري في السلع والبضائع، سينعكس على أهمية الميناء.

كذلك إن السياسات الجديدة المتوقع تبنيها من قبل الدول فيما يتعلق بالتوجه نحو مصادر الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر وما يعنيه من تخلي عن استخدام الوقود الأحفوري سيما بعد عقد قمة المناخ الأخيرة على مستوى قادة العالم في غلاسكو في شهر تشرين الأول 2021، ستلقي بضلالها بلا شك على حركة التجارة البحرية العالمية على إعتبار أن الوقود الأحفوري المسبب للتلوث البيئي هو المصدر الأساس لحركة السفن والناقلات عبر البحار، أضف إلى ذلك، إن التطوير المستمر لوسائط النقل البري سواء بإنشاء الطرق السريعة أو القطارات تلقي أيضأ قدرة من ضغوط المنافسة على وسائط النقل البحري.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا