الاقتصاد الكلاسيكي (المعروف أيضا باسم الاقتصاد الليبرالي) يؤكد أن الأسواق تعمل بشكل أفضل بحد ادنى من التدخل الحكومي. تم تطويره في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 من قبل آدم سميث، جان باتيست سأي، ديفيد ريكاردو، توماس روبرت مالتوس و جون ستيوارت ميل. وجد العديد من الكتاب فكرة السوق الحرة لآدم سميث فكرة أكثر إقناعا من الحمائية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.
نبذة
عادة ما يعتبر كتاب ثروة الأمم لآدم سميث (المؤلف سنة 1776) علامة بداية الاقتصاد الكلاسيكي. الرسالة الأساسية لهذا الكتاب المؤثر هي أن ثروة الأمم لا تقوم على الذهب والفضة ولكن على التبادل التجاري: عندما يتفق طرفان بحرية على مقايضة أو تبادل بضاعة ذات القيمة لان كليهما يرى فائدة في عملية التبادل، تزداد الثروة الجملية للمجتمع. الاقتصاد الكلاسيكي يختلف اساسا عن الرؤية الليبرتارية للاقتصاد في رؤية دور الدولة في توفير الخدمات العامة: سميث يعترف بتفوق الدولة على السوق الحرة في خدمة الصالح العام، ويرى انه من الطبيعي ان يتحمل المواطنون الأكثر قدرة على الدفع جانبا أكبر من تكاليف الخدمات العامة.
لاحظ علماء الاقتصاد الكلاسيكيون أن للاسواق القدرة على التنظيم الذاتي إذا كانت المعاملات السوقية خالية من الإكراه. يستخدم سميث عبارة «اليد الخفية» كتعبير مجازي عن هذه الفكرة، والتي يمكن اختزالها في أن الحوافز الخاصة تتماشى مع الصالح العام عندما تكون شروط المنافسة موجودة. يحذر آدم سميث بشدة من مخاطر الاحتكار، ويشدد على أهمية المنافسة معيارا لتستطيع السوق تحقيق التوزيع الأكفأ.
الاقتصاد الكلاسيكي مختلف عن الاقتصاد الكينزي الذي يدعم سياسات مثل الانفاق رغم عجز الميزانية، السيطرة على المعروض النقدي، الضريبة التصاعدية لمواجهة الركود والامساواة في الدخل. معظم علماء الاقتصاد الكلاسيكي يرفضون هاته الأفكار، يؤكدون أن تدخل الدولة لا ينعش الكساد القتصادي، بل يساهم في درجته. وعلى عكس علماء الاقتصاد السائد، يرى الكلاسيكيون تدخل الحكومة في الاقتصاد سببا في الكساد الكبير بالولايات المتحدة.
للاقتصاد الكلاسيكي جملة من الفرضيات اهمها مرونة الأسعار في ما يخص السلع والأجور. والتوقع بأن العرض يمكن أن يخلق الطلب الخاص به – وبعبارة أخرى، أن مجمل الإنتاج سيولد دخلا كافيا للسماح بناتجه ان تشترى. يعتبر نموذج تي فورد بمثابة مثالا لهذه النظرية، ويمكن عندما يتم إنتاج سلع ذات فائدة للمستهلك وبيعها بأسعار معقولة تفرضها السوق.
يؤمن العديد من علماء الاقتصاد الكلاسيكي بمعيار الذهب ويرون أن انتشار استخدام النقود الورقية يفسر عدم نجاح الاقتصاد الكلاسيكي في فهم التاثيرات الاقتصادية في المدى القصير.
تاريخ
انتج علماء الاقتصاد الكلاسيكي ما يعرف بـ«الديناميكية الرائعة» خلال الفترة التي تحول فيها نظام الإقطاع إلى الرأسمالية والتي أدت فيها الثورة الصناعية إلى تغييرات واسعة في المجتمع. أثارت هاته التغييرات تسؤالات حول كيفية تنظيم المجتمع حول نظام يسعى فيه الفرد لفائدته (المادية) الخاصة. شعبويا، يرتبط الاقتصاد السياسي الكلاسيكي أساسا بفكرة أن الأسواق الحرة يمكن أن تنظم نفسها.
غير علماء الاقتصاد الكلاسيكي علم الاقتصاد من تحليل للفائدة المباشرة للحاكم إلى تحليل للمصلحة الوطنية بصفة عامة. آدم سميث، والفيزيوقراطي فرانسوا كيناي، على سبيل المثال، حدداثروة الأمم قياسا على الدخل السنوي القومي بدلا من بيت مال الملك. يرى سميث أن هذا الدخل ينتجه العمل، ا لأرض ورأس المال. بما أن حقوق الملكية للأراضي ورأس المال تعود للأفراد، فان الوطني الدخل تنقسم بين العمال، الملاك والرأسماليين في شكل الأجور، الإيجار، والفائدة أو الأرباح.
يعرف هينري جورج احيانا بانه اخر علماء الاقتصاد الكلاسيكيين أو كجسر نحو النظريات الاقتصادية الموالية. وثق عالم الاقتصاد ميسون جافني مصادر أصلية لتأكيد أطروحته أن الاقتصاد الكلاسيكي الجديد نشأ نتيجة تضافر الجهود لقمع الأفكار الاقتصاد الكلاسيكي، وعلى وجه الخصوص افكار هنري جورج.

