هل تتغير خريطة الإنتاج الزراعي في العالم
أدَّت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تعليق العمليات التجارية في موانئ أوكرانيا؛ ما أعاق قدرة البلاد على تصدير منتجاتها التي تُقدَّر بنحو 45% من احتياجات العالم من القمح. وبحسب توقعات وزير الزراعة الأوكراني السابق “رومان ليشينكو”، فإن مساحة المحاصيل الربيعية في أوكرانيا من المحتمل أن تقل عن نصف ما كانت عليه في عام 2021.
لقد دفعت الحرب العديد من المزارعين إلى الفرار نحو البلدان المجاورة حفاظاً على سلامتهم. ووفق توقعات الفاو، فإن من المتوقع ألا يتم حصاد ما بين 20–30% من مساحة المحاصيل الشتوية في أوكرانيا؛ لعدم توافر العمالة الكافية لذلك، وهو ما فعلته العقوبات بالمثل مع روسيا؛ الأمر الذي شجَّع حكومات عدد من الدول على اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة الإنتاج الزراعي. وفيما يأتي يمكن تسليط الضوء على بعض تلك التحركات:
1– مخطط الحكومة الأيرلندية للتوسع في زراعة المحاصيل: في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، أطلقت حكومة أيرلندا خطة بقيمة 12 مليون يورو تستهدف بها تعزيز زراعة الشعير والقمح والشوفان، وسيلةً لتعويض الانخفاض في الإنتاج الزراعي بأوكرانيا، خاصةً مع اعتماد أيرلندا بدرجة كبيرة على محاصيل أوكرانيا.
غير أن ذلك المخطط لم يَلْقَ ترحيباً كبيراً من قبل العديد من المزارعين الذين رأوا أن مدفوعات الحوافز الحكومية، التي من المفترض أن توجه للتخفيف من وطأة ارتفاع تكلفة الأسمدة والوقود، هي في الواقع صغيرة جداً وغير كافية للنهوض والتوسع في زراعة مساحات كبيرة.