لغز هجمات القرش
في عام 2010، أرهبت سلسلة من هجمات القرش الدامية شواطئ شرم الشيخ التي طالما اتسمت بهدوئها. فخلال عشرة أيامٍ، أصيب أربعة سائحين إصابات مفجعة جرَّاء هجوم القروش ومات خامسٌ إثر مداهمتها؛ وقد وقعت كل تلك الحوادث بالقرب من الساحل. ولقد كانت تلك الهجمات شرسة بدرجة جعلت الخبراء في حيرة من أمرهم عند محاولتهم تفسير سر ذلك السلوك غير المسبوق؛ وبخاصة لماذا قامت أسماك القرش بهذه الهجمات المتلاحقة على هذه المسافة القريبة من الشاطئ؟
وعلى الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ عن أية هجمات دامية أخرى حتى يومنا هذا، فإن سبب تلك الهجمات المرعبة لم يزل لغزًا يلقي بظلاله على سمعة هذه البقعة السياحية “المثالية”. وبينما نسرد ما حدث في شرم الشيخ ونحاول التأمل في تلك الهجمات ونسترجعها، هل نستطيع الاقتراب من معرفة أسباب هجمات القرش؟ والأهم من ذلك، هل يجب أن نقلق إزاء ما إذا كان من المحتمل أن تتكرر تلك الهجمات؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، ينبغي علينا أن نفهم أولاً ما حدث بالضبط في أكثر المنتجعات المفضلة في مصر.
الهجمات
في عام 2010، هجمت أسماك القرش على ثلاثة غواصين أجانب في يومي 30 نوفمبر والأول من ديسمبر، مما نجم عنه إصابات وتشوهات خطيرة. ولقد نُسبت الهجمات في أول الأمر إلى قرش محيطي أبيض الطرف(1)، ثم إلى آخر من نفس النوع وإلى قرش الذيبة(2). وقد استجابت كلٌّ من وزارة الدولة لشئون البيئة ووزارة السياحة لتلك الهجمات بقرار غلق جميع مواقع الغوص في شرم الشيخ وبدء عملية صيد للقروش واسعة النطاق؛ فتم صيد القروش المشتبه بها وإعلان السواحل آمنة. إلا أنه بعد أيام قتل سائح ألماني مسن إثر تعرضه لهجمة قرش أخرى.