واقع المرأة في التعليم
إن أهم مظهر من مظاهر رقي الأمم وتقدمها في البلدان النامية هو مستوى التعليم عامة (ذكر وأنثى) ومستوى تعليم المرأة خاصة، وإن آثار التعليم المباشرة وغير المباشرة غير قابلة للحصر، فبالعلم ترتفع الأمم، وبالعلم يتسامى الإنسان ويرقى، وإن المردود المادي للعلم يتبلور في زيادة الإنتاجية والإبداع في العمل والابتكار، وهذا لا يضاهي مردوده الاجتماعي والمعنوي عبر خلق أجيال واعية ذات فكر نيّر خلاق وتفكير منطقي وعلمي، فما هو إذاً وضع المرأة إذا حرمت من هذا السلاح البنّاء؟، وكيف يمكن لها أن تعمل وتنتج ما لم نؤمّن لها هذا الشرط اللازم (العلم) لإثبات ذاتها؟.
وللأسف فإن واقع المرأة في التعليم في غالبية الدول العربية والدول النامية هو واقعٌ أليم رغم الجهود التي تقوم بها معظم هذه الدول في هذا المجال، وتدلّ الأرقام الإحصائية على تأخر المرأة عن الرجل في مجال التعليم، وإن نسبة الأمية لدى الإناث تفوق ضعف نسبة الأمية لدى الذكور، ففي العراق – مثلاً – معدل الأمية بين الإناث – وفق إحصاء 1985م – من الفئة العمرية (10-14) بلغ (50.8 %) ويرتفع في فئة العمر (20-24) إلى (68.1%) ويصل إلى (81.7%) في فئة العمر (30-34) وإلى (90.7%) في فئة العمر (45-49) وإلى (94%) في فئة العمر (55-59)، أما معدلات الأمية عند إناث الريف فقد بلغت (88.3% ) في حين أن المعدل عند إناث الحضر لم يتجاوز (53.8%).
وإن هذا الواقع في الحقيقة لا يختلف في بقية البلدان العربية عنه في العراق، والجدول الآتي يعطينا صورة عن هذا الواقع لبعض البلدان العربية:
النسبة المئوية للذكور والإناث لسكان بعض الدول العربية (15 سنة فما فوق) لسنة 1985م (8)
هذا النقص في تعليم المرأة يتفاقم في المستويات العليا من التعليم، وقلما تتوجه المرأة إلى المجالات العلمية والاختصاصات التطبيقية، بل تكتفي في أكثر الأحيان بالاختصاصات النظرية.
مما سبق نستطيع أن نستخلص النتائج التالية:
1- إن معدلات الأمية رغم ارتفاعها لدى الذكور والإناث في البلدان العربية ككل، فإن ارتفاع نسبتها في البلدان العربية بالنسبة للإناث هو أعلى بكثير.
2- إن الإقبال على الدراسات المتخصصة الجامعية والعليا قليل جداً من قبل الإناث بالمقارنة مع الذكور.
3- هنالك اتجاه نحو تطور التعليم بين الإناث ولكنه دون الطموح، وإن هذا التطور غير كاف وذلك بالمقارنة مع التطور الحاصل في الدول المتقدمة.