البراكين هى البوابة الطبيعية لخروج عجائب الأرض

البراكين هى البوابة الطبيعية لخروج عجائب الأرض
تُعد البراكين من الظواهر التي تعبر بها الطبيعة عن نفسها، وبالرغم من شدتها وقوتها التدميرية الهائلة فإن فوائدها تُعد كثيرة مقارنة بأضرارها. والبراكين هي انفجارات هائلة تحدث نتيجة لعدة عوامل في باطن الأرض؛ فتخرج حمم ملتهبة ورماد وأبخرة من فوهات أو شقوق في القشرة الأرضية. ولكي نعرف كيف تحدث البراكين وما العوامل التي تؤدي إلى حدوثها، يجب أولاً أن نعرف عدة معلومات عن الكرة الأرضية وطبيعتها.

تنقسم الأرض عدة طبقات؛ تبدأ بطبقة «لب الأرض» وهي مركز الكرة الأرضية، وتنتهي بالقشرة الأرضية وهي سطح الأرض الخارجي، وبينهما عدة طبقات أخرى. تزداد درجة الحرارة داخل الأرض كلما اقتربنا من المنتصف، حتى إن الجزء الخارجي من لب الأرض سائل بفعل الحرارة الشديدة التي تصل إلى 4000 درجة مئوية. جرَّاء تلك الحرارة الشديدة داخل الكرة الأرضية وخاصة في طبقة «الغلاف الأرضي» تحت القشرة الأرضية بنحو 90 كم، وبفعل الضغط الهائل وضعف في الجزء الخارجي من القشرة الأرضية تحدث البراكين، والتي تُعد انفجارًا هائلًا يخرج من باطن الأرض على هيئة حمم بركانية، ومعادن منصهرة، وغازات أغلبها سام.

للبراكين بوجه عام شكل مخروطي له قاعدة عريضة وينتهي بفوهة في أعلى نقطة به، وهي التي تسمح بخروج الحمم والمعادن من باطن الأرض. ويمكن تقسيم البراكين من حيث أشكالها أربعة أنواع، وهي:

• بركان الجمر المخروطي: يتميز بشكله المخروطي المتناسق، ويبلغ ارتفاعه نحو 370 مترًا، وينحدر بزاوية ما بين 30 و40 درجة.
• البركان الدرعي: يتميز بالارتفاع الشاهق الذي يمكن أن يصل إلى 9000 متر، وتتراوح زاوية انحداره من 5 إلى 10 درجات.
• البركان المركب: يتميز بالارتفاع والانحدار؛ فيبلغ ارتفاعه نحو 2400 متر، وزاوية انحداره 30 درجة عند الفوهة، و6 درجات عند القاعدة.
• بركان الحمم المقوس: يتميز بشكله المقوس القصير؛ حيث لا يتعدى ارتفاعه المائة متر، وتبلغ زاوية انحداره ما بين 25 و30 درجة.

أما بالنسبة لأنواع البراكين من حيث النشاط، فتنقسم ثلاثة أنواع:

• البركان النشط: هو البركان الذي يثور كلَّ فترة زمنية تصل إلى أعوام.
• البركان الساكن أو الهادئ: هو البركان الذي لا يثور عادة، ولكن يمكن أن يثور في أي وقت.
• البركان الخامد: هو البركان الذي ليس من المحتمل نشاطه أبدًا.

تساعد الثورات البركانية على تعزيز التربة وتخصيبها؛ فينتشر الرماد القادم من البركان على مساحات كبيرة من الأراضي المحيطة به. ويحتوي هذا الرماد على مواد مغذية ومفيدة للتربة، كما تقذف البراكين قطعًا صغيرة من المعادن الهامة لتخصيب التربة مثل البيروكسين والحديد. تساعد البراكين كذلك على تكوين بعض الجزر عن طريق قذف المواد الخام والصخور في الأماكن القريبة منها، والتي يمكن أن تكون بحارًا، وبتراكم تلك الصخور والمواد الخام بعضها بجانب بعض تتكون الجزر.

ومن أهم الفوائد التي تعود من البراكين هي خروج المعادن والأحجار النفيسة من باطن الأرض عن طريق الانفجارات؛ فنجد النحاس، والفضة، والزجاج البركاني، كما تساعد البراكين في خروج عناصر أخرى كالزنك والكبريت. وتؤدي البراكين دورًا هامًّا في عملية تبريد الكرة الأرضية؛ فبالرغم من أنها تطلق اللهب والمواد المنصهرة فإن اندفاع الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت يساعد على انعكاس حرارة الشمس وإعادة جزء منها إلى الفضاء مرة أخرى؛ مما يساعد على تقليل الحرارة الواصلة للأرض

تواصل معنا