نظرية الوصمة الاجتماعية

تفترض نظرية الوصمة الاجتماعية، أن السلوك الجُرمي يأتي رداً على نظرة المجتمع للأفراد، ويعد إدوين لمرت Edwin Lemert أبرز منظري هذه النظرية، إذ يرى أن الانحراف يثبت نتيجة معاودة الفرد له، نتيجة خبراته الفردية وردات فعل المجتمع تجاهه، ويحدد لمرت مراحل السلوك الجرمي وفق هذه النظرية، والتي تتمثل فيما يأتي:

مرحلة الانحراف الأولي، وهو أول سلوك منحرف يصدر عن الفرد. مرحلة ردود فعل المجتمع، والتي تأخذ طابع العقوبات غالباً. مرحلة تكرار الفعل المنحرف. قيام المجتمع بوصم الفرد بالانحراف والإجرام. زيادة الفعل المنحرف لدى الفرد. تقبل الفرد مركزه الاجتماعي الجديد والسعي في التكيف مع الحالة المنحرفة الجديدة. الوصمة، وتتكون وفق نظرة تاتنبوم من عنصرين أساسيين هما كما يأتي:

المفاضلة والتمييز بيّن المجرم وبقية أفراد المجتمع. بلورة الهوية المستجدة الأمر الذي ينعكس على نظرة الفرد لنفسه. نظرية الاختلاط التفاضلي ترى هذه النظرية، أن السلوك الجُرمي، سلوكٌ مُكتسب بالتعليم، عبر سلسلة تفاعلات بين الفرد والجماعة التي ينطوي تحتها، إذ أن الفرد يتأثر بنظرة تلك الجماعة إلى الأمور، فإذا كانت تلك الجماعة تنبذ الجريمة فإنه لا ينتهجها، والعكس صحيح، ومن أبرز رواد هذه النظرية العالم الأمريكي، سذرلاند، إذ يرى أن الفرد يكتسب السلوك الجرمي من محيطه الاجتماعي عبر آليات التفاعل المختلفة.

نظرية الأنمي

تُشير كلمة “الأنومي”، إلى حالة غياب المعايير الاجتماعية، وغياب قواعد توجيه السلوك، الأمر الذي يُحدث اضطرابا للأفراد في إدراكهم للممكن من غير الممكن، أو بين ما هو عدل أو ظلم، وأول من قدم هذا المصطلح العالم الفرنسي إميل دوركايم، في مؤلفه تقسيم العمل الاجتماعي، العام 1893م، حيث يعزو الانحراف إلى حالة اللامعيارية، واختلال السلوك وفقدان التكافل الاجتماعي، واضطراب القيم الناظمة للحياة.  طور العالم الأمريكي روبرت ميرتون، النظرية حيثُ عزى الانحراف إلى تعاون النظام الاجتماعي والثقافة الاجتماعية في تحفيز الانحراف لدى الأفراد، إذ يرى أن الانحراف هو حصيلة فقدان التوازن بيّن الأهداف التي ترسمها ثقافة المجتمع للفرد من جهة، والوسائل الاجتماعية المشروعة لتحقيق تلك الأهداف من جهة أخرى

 

تواصل معنا