يُمكن تعريف الاتصال بأنّه عملية إرسال واستقبال الرّسائل والمعلومات الواضحة بين عدّة أطراف الأطراف عبر وسائل مختلفة قد تكون لفظيةً أو غير لفظية، مثل: الكلام بحدّ ذاته، والكتابة، والوسائط المصوّرة؛ كالرسومات البيانية والخرائط، إلى جانب الإشارات والعلامات، إذ يتمّ تبادل المعلومات والأفكار ومشاركتها في عملية الاتصال عن طريق نظام مشترك من الرموز كالأحرف أو الإشارات، وقد يقتصر الاتصال على محادثة أو تفاعل بسيط بين شخصين أو ضمن مجموعة صغيرة من الأشخاص، أو يتوسّع ليشمل الخطابات، والمناظرات، والمقالات الصحفية، ونشرات الأخبار، ويُشار إلى أنّ أغلب الأشخاص يمضون وقتاً في الاتصال مع الآخرين عبر المنصات والوسائط المختلفة أكثر من الوقت الذي يمضونه في مختلف الأنشطة الحياتية الأخرى.[٢] يتمثّل الاتصال بمشاركة رسائل مكتوبة أو كلام يُمكن للأطراف الأخرى فهمه والتفاعل معه، حيث يحدث الاتصال عندما يُرسل أحد عناصر الاتصال أيّ المرسل سواء كان كاتباً او متحدّثاً رسالةً الى المُستقبِل الذي يُمكن أن يكون قارئاً أو مُستمعاً، والذي بدوره يتفاعل مع الرسالة أو الكلام بالرد عن طريق الكتابة أو المحادثة، ومن أهم المراحل والمحطات التي مرّت بتاريخ وسائل الاتصال ما يأتي: الوسائل البدائية استُخدمت طرق التواصل بصورها البدائية في العصور القديمة عن طريق إصدار أصوات معيّنة، فإصدار الأصوات الصاخبة أو ذات النبرات والترددات المختلفة كان مؤشّراً للتواصل الاجتماعي مع الناس أو دلالةً للتحذير من خطر ما، كما كانت لغة الجسد تُستخدم كوسيلةٍ للاتصال أيضاً، إلى جانب طرق التواصل التي تعتمد على الرسومات التعبيرية لأحداث وشخصيات حقيقية أو خيالية تنقل الثقافة الخاصة بالشعوب والمتمثّلة في قصص المعارك، والحروب، وطرق الصيد، وغيرها، إلى الأقوام التي تليها خصوصاً قبل وجود الكتب.[٤] كانت الطبول تُستخدم كوسيلة لإرسال الأصوات والإشارات للقبائل المجاورة والمحيطة بالمنطقة، من خلال إصدار أصوات تتبع لأنماط وترددات معينة تُخبر الأطراف الأخرى بآخر المستجدّات التي قد يهمّهم معرفتها، بالإضافة إلى إشارات الدخان التي تُعدّ من أهم وسائل الاتصال المرئية بعيدة المدى التي كانت تُستخدم لإيصال معلومة مهمّة أو التنبيه عن وجود خطر أو مشكلة معينة.[٤] الكتابة استخُدمت الكتابة منذ آلاف السنين إلّا أنّ اهميتها ازدادت مع مرور السنين، فقد ظهرت الكتابة بشكلها البدائي على الألواح الطينية واستمرّ استخدامها حتّى في عصر التكنولوجيا والاعتماد على الحواسيب، ولا تزال الكتابة تتقدّم وتتطوّر بشكل كبير ومتسارع،[٥] فقد كانت الصيغ الاولى للكتابة صوراً بدائيةً مجمّعةً في رسائل كانت تُدعى بالرسم الصوري (بالإنجليزية: Pictographs)، بحيث تُمثّل كلّ صورة فكرةً بسيطةً واحدة، ومع مرور الوقت تمّ تجميع الصور البسيطة لتُعبّر عن أفكار شاملة ومعقّدة أكثر أُطلق عليها ايدوغرافيات (بالإنجليزية: Ideographs)، ثمّ تمّ إدخال الأصوات في تلك الايدوغرافيات مشكّلةً بداية نشوء الحروف الأبجدية الحديثة.[٤] استُخدمت عدّة وسائل وأساليب لتنسيق الحروف الأبجدية على مرّ التاريخ، حيث كان اليونانيون القدماء يضيئون المشاعل بطريقة معيّنة للتعبير عن الحروف الأبجدية، كما أنّ رجال البحرية قديماً استخدموا الأعلام والأضواء الوامضة بطرق خاصة للدلالة على الحروف الأبجدية، وبهذه الطرق كان يتمّ تحويل الرسائل إلى صيغ مفهومة ومنطقية، كما استخدم البشر في العصور القديمة مواد مختلفة للكتابة عليها، مثل: لحاء الشجر، والحجارة المُسطّحة، وجلود الحيوانات، حتّى أنّهم طوّروا بعض أنظمة الكتابة لتتكيّف مع أنواع المواد التي تُكتب عليها، فاستخدم البابليّون الألواح الطينية والحجارة المسطّحة للكتابة، أمّا المصريون القدماء فقد استخدموا قماشاً خاصّاً مصنوعاً من نبات البردي، أمّا اليونانيّون فقد كتبوا على ورق نفيس مصنوع من جلود الأغنام والماعز، وفي الوقت الحالي يتمّ استخدام الورق الذي تمّ اختراعه في الصين في جميع أنحاء العالم المتحضّر
يناير 31, 2025