نمو الطفل في الشهر السادس

إنّ الستة أشهر الأولى من عمر الطفل هي فترة مهمة جدًّا في نمو الطفل و تطورُه، حيث سيتطور الطفل بعدها بسرعة كبيرة، إذ حينها سيكون الجانب الأيسر من دماغ الطفل قد بدأ بالتواصل مع الجانب الأيمن من الدماغ، وبالتالي القدرة على تنسيق جسم الطفل بشكل أفضل، ونظرًا لأنّ الطفل في هذه المرحلة يبدأ في الاستجابة للكلمات فإنّ الأم ستتمكن في هذه المرحلة العمرية من فهم طفلها بشكل أفضل وستبدأ بفهم مشاعره فيما إذا كان حزينًا أم سعيدًا.[١] وبشكل عام فإن المهارات التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة العمرية مثل اتخاذ الخطوة الأولى في المشي، والابتسام لأول مرة مع الأشخاص الذين من حوله، والتلويح بيده للتعبير عن الوداع جميعها تسمى علامات التطور، فقد يصل الأطفال إلى مراحل بارزة في كيفية اللعب وفي تعلم الأشياء و اكتسابها من الأشخاص من حولهم والتحدث مع الأشخاص الآخرين والتصرفات التي يُبديها الأطفال للأشخاص الاخرين من حولهم وكيفية التنقل من مكان إلى مكان آخر سواء عن طريق الزحف أو المشي، ومن الجدير بالذكر أن تطور الأطفال قد يحدث بالسرعة التي تتناسب مع كل طفل، لذلك فإنه من المستحيل معرفة متى سيتعلم الطفل مهارة معينة أو يكتسبها خلال حياته، ومع ذلك فإن علامات النّمو والتطوُر لدى الطفل قد تعطي فكرة عامة عن التغييرات المتوقع حُدوثها عندما يكبر الطفل، ومن الجدير بالذكر أن المهمة الأولى والأساسية للوالدين والأم بشكل خاص هي الانتباه للطفل من جميع النواحي في هذه المرحلة العمرية، وذلك من أجل مراجعة الطبيب والتحدث معه إذا كان الطفل لا يُحقق العلامات الرئيسية للنمو ضمن عمره، أو إذا اعتقد الوالدان أنه قد تكون هناك مشكلة في نمو طفلهم..[٢] علامات التطور المعرفي ترتبط علامات التطور المعرفي لدى الطفل البالغ من العمر ستة أشهر بتطور دماغ الطفل، إضافة إلى معدل الذكاء لديه وبراعة التفكير، ومن أهم وأبرز هذه العلامات ما يأتي:[٣] يُصبح الطفل في هذه المرحلة العمرية أكثر فضولًا، ويصبح لديه شعور جديد بالذهول والانبهار نحو البيئة المحيطة به، إضافة إلى أنّه يحاول لمس وحمل الأشياء التي تُثير فضوله من حوله. يختبر الطفل في هذه المرحلة العمرية نتائج العديد من الأفعال ويقيس رُدود أفعال الأشخاص من حوله نحوها. يبدأ الوالدان في هذه المرحلة العمرية بملاحظة استجابة الطفل عند الحديث إليه، وذلك بإصدار عدة أصوات للحروف المتحركة والأصوات الساكنة، مثل: “آه” أو “إيه” أو “به”، وهذا لأنّ استيعاب التواصل اللفظي للطفل يكون بطيئًا لديه. يبذل الطفل جُهودًا لتقليد الأصوات التي يسمعها من حوله، وذلك بسبب تحسّن مهارات الطفل في تفسير الأصوات في هذه المرحلة العمرية، وغالبًا ما تكون هذه الأصوات هي الكلمات والضوضاء التي يصدرها الآباء من حوله أو مُقدمو الرعاية أو أصوات الألعاب التي يمتلكها الطفل. يبدأ الطفل بتذكر صوت اسمه جيدًّا ويبدأ بتفسيره وإظهار استجابة عند النداء عليه؛ وقد يبذل الوالدين الكثير من الجُهود من أجل الوصول لذلك. يتحسّن الوعي بالذات لدى الأطفال في هذه المرحلة العمرية؛ حيث إن الاستجابة لاسم الشخص هي الخطوة الأولى نحو الوعي الذاتي لدى الطفل، ويبدو ذلك واضحًا عندما يظهر الطفل إعجابه بنفسه عند رؤية نفسه في المرآة، حيث يعشق الأطفال في هذا العمر تفكيرهم ولا ينزعجون أبدًا من رؤية صورتهم في المرآة، مما قد يشير إلى تحسن قدرات تمييز الدماغ لديهم .

تواصل معنا