التاريخ الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدين لم تقم الفتوحات الإسلامية عن طريق الصدفة، بل وضع الرسول -عليه الصلاة والسلام- الخطط المناسبة لتنفيذ الفتوحات، وتبعه بذلك الخلفاء الراشدون وساروا على نهجه، وكان الجهاد في سبيل الله من ضمن الخطط التي وضعها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكانت هذه واحدة من الطرق لنشر الإسلام وتبليغ الدعوة، لكنها كانت الطريقة الأخيرة بعد صلح الحديبية في العام السادس للهجرة.

وقد لجأ قبل الجهاد إلى إرسال الرسل والكتب إلى الأمراء والزعماء والملوك في تلك الفترة، وأنكر الكثير منهم الرسالة الإسلامية وبِعْثة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووصل بهم الحال أن يسخروا من رسالة الإسلام ومن الرسول، حتى أنهم تجنُّوا عليه باتهامات كثيرة بهدف إبطال الدعوة وعركسة انتشار رسالة الإسلام، في حين أن جزءاً من الناس لم يكذبوا الدعوة وآمنوا بالله وبرسوله.[٣] وقد تبع الخلفاء الراشدون منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وطبّقوا قاعدة الإسلام ونفّذوا وصايا الرسول في خطط الجهاد، فكانوا قبل البدء بالحرب يخيِّرون العدو بين الجزية أو الإسلام، وكانوا يطبّقون سنة النبي التي أمرهم بها قبل الخوض في أي معركة، وهي قراءة سورة الأنفال عند لقائهم بالعدو، وذلك للتوكل على الله بنية التوفيق والنصر.

الفتوحات الإسلامية في عهد الراشدين كان هناك خطةٌ واضحة للفتوحات الإسلامية من أجل تبليغ الدعوة، وهي خطة تمتاز بالرشاد والحكمة من قبل أبي بكر، فقد كان منه أن منع المرتدين من الاشتراك في الفتوحات، ومن سنن النبي التي سنّها على الخلق قراءة كل مجاهد لسورة الأنفال قبل بداية كل معركة.

وكان يأمرهم بذلك حتى تتعلّق قلوبهم بالله، وحتى يكون لديهم ثقة بنصره -عز وجل-، حتى أن خالد بن الوليد لما فتح الحيرة عام 12هـ صلى بالجند صلاة الفتح،وعندما حدثت معركة الفراض عام 12 هـ مع الفرس والعرب في العراق بقيادة عاصم بن عمرو التميمي أدّى فريضة الحج بصحبة الجند شكراً لله عز وجل

 

التعليقات معطلة.