المهارات الحياتية هي اللبنات الأساسية التي تصقل شخصية الطفل وتساعد في إعداده لمواجهة تحديات الحياة اليومية والتكيف مع التغير المستمر للمجتمع، وذلك بتطوير قدراته على التفكير المستقل، والتواصل الاجتماعي، وتكوين صداقات مع الآخرين، وكيفية التفاعل مع المواقف المختلفة كالتعامل مع طفل متنمر أو مع مخاوفه الشخصية عندما يكون بمفرده، وغيرها من المهارات الحياتية التي تساعد في تمرين الطفل على العادات والسلوكيات الجيدة مما يحقق الاستقرار والنجاح له مدى الحياة.[١] أهمية تنمية المهارات الحياتية للطفل تكمن أهمية المهارات الحياتية في تحقيق الاكتفاء الذاتي للطفل، وتنشئته اجتماعياً بشكل صحيح، وتعزيز احترام الذات لديه، وتُعد تنمية هذه المهارات للطفل جزء من وظيفة الآباء لمساعدته عندما يكبر على أن يكون عضواً مسؤولاً وفعالاً في مجتمعه، بالإضافة إلى جعله مرناً في التعامل مع الظروف الحياتية الأخرى.
أبرز المهارات الحياتية وأهميتها للطفل وفيما يلي مجموعة من أبرز المهارات الحياتية وأهمية كل منها:
القدرة على اتخاذ القرار: إنّ التفكير المستقل وقدرة الطفل على اتخاذ القرارات الخاصة به مهارة مكتسبة وليست فطرية، لذا يجب أن يتعلمها الطفل منذ صغره بإتاحة الفرصة له باختيار ملابسه مثلاً، أو سؤاله ماذا يريد أن يأكل اليوم؟ فالطفل يفضل أن تعطيه الخيارات لا أن تملي عليه ما يجب فعله مما يعطيه الشعور بالسيطرة وينمي لديه مهارة اتخاذ القرار بمفرده دون الرجوع لأحد كلما تقدم في السن. الاستقلالية: إذا أردت أن يكون طفلك شاباً قوياً، ومستقلاً، وقادراً على الاعتماد على نفسه عليك بتنمية هذه المهارة لديه وذلك بعدم إكمال المهام عنه وإعطائه الفرصة لأن يكون مستقلاً في إتمام المهام المختلفة مثل؛ إنهاء واجباته المدرسية، أو ترتيب غرفته، فهذه المساحة من الاستقلالية والاعتماد على النفس تجعل منه شخصاً ناجحاً وواثقاً من نفسه. المهارات الصحية للأطفال: النظافة من السلوكيات التي تجعل طفلك سعيداً دائماً لذا احرص على مكافأته على أي سلوك جيد يقوم به فيما يتعلق بنظافته الشخصية وحياته الصحية كأن يأكل طعامًا صحياً، أو يرتب غرفته، أو ينظف أسنانه، أو يمارس الرياضة بانتظام وغيرها من الطرق الصحية التي تُمكنه من الاهتمام بصحته ونظافته الشخصية. إدارة الوقت: الحرص على غرس مهارة إدارة الوقت في وقت مبكر فهو أحد أهم مفاتيح النجاح في الحياة.إدارة المال: تُعد من المهارات الأساسية التي يكتسبها الطفل من خلال تعليمه كيفية الادخار والتوسع في ذلك كلما كبر سناً حتى يتعلم قيمة المال، وكيفية كسبه، والإنفاق منه مما يعزز إحساسه بالمسؤولية.
التكيف والقدرة على حل المشكلات: قد تكون من المهارات التي يصعب حتى على البالغين تعلمها لذا يجب أن تبدأ مع طفلك منذ صغره، وتذكر أنّ طفلك يشاهدك دائماً فتحلى بالصبر والإيجابية حتى يكتسب ذلك منك، مما يدفعه إلى المثابرة وعدم الشعور باليأس في الأوقات الصعبة، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التغيرات اليومية، مما يساعد طفلك عندما يكبر على أن يكون مرناً وقادراً على التعامل مع التحديات والمشكلات التي يواجهها بشكل مناسب. التواصل والاتصال: تعليم الطفل آداب التعامل مع الآخرين وكيفية مخاطبتهم باحترام سيجعل من طفلك شخصاً محبوباً يثير إعجاب الآخرين به ويهيئه للنجاح في مكان عمله في المستقبل. عدم التوقف عن التعلم والقراءة: تشجيع الطفل على التعلم والقراءة وأن لا يقتصر ذلك على الكتب المدرسية، فالحياة مليئة بالدروس لذلك يجب أن يكون منفتحاً على جميع الاحتمالات والتعلم من الآخرين مما يجعله أكثر ذكاءً وحكمةً. حل الخلافات ودياً: لتنمية قدرة طفلك على التحكم في الشعور بالغيظ والغضب عند مواجهة أي خلاف مع الآخرين يجب أن تدربه على أن يأخذ نفساً عميقاً ويوازن الأمور حتى يتغلب على غضبه ويحل الخلاف بهدوء وبشكل ودي. الدفاع عن النفس: من المهارات القيمة التي يجب أن يمتلكها الطفل هو قدرته على الدفاع عن النفس فأنت لن تكون بجانبه دائماً؛ لذلك احرص على تعويد طفلك على أن يقول كل ما يدور في عقله بجرأة واحترام مما يبني ثقته بنفسه ويساعده على القيادة والدفاع عن نفسه أو الآخرين إذا استدعى الموقف. الاعتذار والتسامح: تربية الطفل على ثقافة الاعتذار ومسامحة الآخرين عند ارتكاب الأخطاء سيعلم طفلك معنى الشجاعة الحقيقية. اللطف ومساعدة الآخرين: إنّ تشجيع الطفل على أن يكون لطيفاً مع الآخرين وأن لا يتردد في تقديم المساعدة لهم سيساعده على معرفة الفرق بين الرغبات والضروريات في الحياة والفصل بينهما. الإيجابية: عندما يكتسب الطفل مهارة التركيز على الجانب الإيجابي سيساعده ذلك عندما يكبر في التغلب على الشعور بالألم، أو الحقد، أو الضغط الذي قد يتولد داخله عند مروره بتجارب سيئة. الحب غير المشروط: كل أمور الحياة تقوم على الحب فهو عامل أساسي لحياة ناجحة لطفلك؛ لذا يجب أن يتعلم الطفل كيف يحب نفسه والآخرين لهويتهم دون النظر إلى أفعالهم.