ابتكار مادة ذكية تحس وتفكر وتحسب
هل صحيح أن كل المواد بإمكانها أن تكون ذكية؟ ربما يخطر لبعض قصص “ألف ليلة وليلة” ومدينة النحاس التي تنطق فيها تلك المادة وتتحدث بذكاء، أو حتى حجر مغارة علي بابا الذي يتعرف على
الصوت، لكن ليس الأمر قصصاً وخيالاً، بل فكرة نشأت منذ عشرات السنوات، مفادها بأن المواد كلها تستطيع أن تمتلك خاصية الذكاء.
مع عصر الكمبيوتر، انفرد الرمل بالذكاء! حسناً، إنه تعبير مجازي. مع عصر الآلات الذكية، اعتمد الذكاء الاصطناعي على رقائق السيليكون الذي يأتي من الرمل، والآن يرى علماء من جامعة بنسلفانيا
الأميركية أن الوقت قد حان كي ينفصل الذكاء الاصطناعي عن رقائق السيليكون. بالنسبة إليهم، أزف وقت أن تمتلك كل مادة “رقائقها” الخاصة بها الآتية من تراكيبها الذاتية، فلا تضطر إلى انتظار أن
تركب لها رقائق إلكترونية كي يدخل بعد الذكاء إليها.
في الوقت الراهن، تعتمد الآلات الذكية كلها على أشباه الموصلات والرقائق المصنوعة من السيليكون، وتوضيحاً فإن أشباه الموصلات تعتبر الأساس الذي تستند إليه الدوائر الإلكترونية الذكية، لأنها تمرر
التيار الكهربائي مع الدفق الإلكتروني المرافق له بطريقة انتقائية ما يتيح رسم مسارات معينة لمرور التيار الكهربائي فيها، ولأن كل مسار إلكتروني يساوي معلومة معينة، بصورة عامة تكون أشباه
الموصلات هي المادة الأساسية للمعلومات الإلكترونية المكتوبة باللغة الثنائية (صفر وواحد، ويكون الواحد مرور التيار عبر مسار محدد، والصفر انقطاعه)، بالتالي للعمليات الذكية الرقمية كلها.
يناير 13, 2025