التعامل مع الطفل كثير البكاء
يوجد عدّة نقاط واستراتيجيات يجب على الأمّ مراعاتها عند التعامل مع الطفل كثير البكاء، ومنها ما يأتي:
عدم السماح للطفل بإزعاج الأم: يجب على الأمّ أن تختار وقتاً مناسباً لتخبر طفلها بلطف وهدوء أن بكاءه لن يجعلها تستجيب له، فهي لن تستطيع بذلك فهم ما يريده، بل إنّها ستتمكّن من الاستماع والإنصات إليه عندما يتحدث بصوت واضح ومفهوم، وقد تتّفق الأم مع طفلها على إشارة معيّنة ليدلّ بها على استعداده للتحدّث والتفاهم معها بهدوء، ويقول الخبراء المختّصون أنّ على الأم أن لا تظهر أي ردة فعل تدلّ على استجابتها أو تأثّرها ببكاء طفلها.
التأكّد من معرفة الطفل كيفية الطلب بلطف: تفترض الأمّ أنّ الطفل يستطيع التمييز بين التصرّف السليم والتصرّف الخاطئ، إلّا أنّ هذا الأمر غير صحيح، فقد لا يدرك الأطفال ذلك على الرغم من أنّهم يرغبون فعلياً بأداء العمل بالشكل السليم، وقد لا يعلم الطفل أنّ البكاء تصرّف خاطئ، لذلك يجب على الأمّ أن تعلّم طفلها كيفية استخدام كلمات معبّرة وبأسلوب مهذّب للتعبير عن شعوره بالتعب، أو الغضب، أو الجوع ، أو الملل، كما يمكن لها أن تلتقط تسجيلاً صوتياً له أثناء بكائه وآخر أثناء ضحكه لمساعدته على المقارنة بينهما بهدف التعلّم والتمييز أيّهما أصحّ وأفضل، وليس بهدف إيصال شعور الاستياء له.
التحلّي بالصبر في التعامل مع الطفل: يجب على الأمّ أن تدرك أن تغيير عادة سلبية لدى طفلها يحتاج إلى الكثير من الوقت، فذلك لا يحدث بين ليلة وضحاها، كما أنّ الفترة الزمنية المطلوبة لذلك تختلف من طفل إلى آخر، فبعضهم قد يحتاج لشهر للتخلّي عن تصرّف سيئ، في حين قد يحتاج بعضهم الآخر إلى أقلّ أو أكثر من ذلك، لذا يجب على الأمّ التحلّي بالصبر للوصول إلى هدفها في جعل طفلها أفضل ما يمكن، وتخليصه من العادات السيئة، ومساعدته على اتّباع وممارسة الطرق السليمة في التواصل مع الأخرين بدلاً من البكاء، إذ إنّ كثرة البكاء قد تجعل منه شخصاً غير مرغوب فيه، ممّا قد يؤثّر سلباً على قدرته على تكوين صداقات في المستقبل. تفهّم حالة بكاء الطفل: بدلاً من رؤية بكاء الطفل على أنّه مشكلة، فإنّ على الأمّ أن تتفهّم أنّ ذلك شكل من أشكال التواصل الذي يلجأ إليه الطفل ليعبّر به عمّا يحتاجه، ممّا يمنحها القدرة على التحلّي بالصبر وتقديم المساعدة له.
توفير الراحة للطفل: يجب على الأم تعليم طفلها الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره بالشكل السليم بدلاً من أن تطلب منه التوقّف عن البكاء، كما يتوجّب عليها أن تشعره بتفهّمها واستماعها له
تعليم الأطفال استراتيجياتٍ للتأقلم: عند رغبة الطفل بالبكاء فإنّه يتوجّب إعطاؤه مساحةً خاصّة ليفرّغ عن نفسه إلى أن يهدأ ويصبح قادراً على التحدّث، ويكون ذلك باتّباعه العديد من الاستراتيجيات التي تساعده على التأقلم، والتي تتنوّع بشكل كبير تبعاً لاختلاف الفئة العمرية بين الأطفال، فالطفل الأكبر سناً قد يلجأ إلى كتابة اليوميات، أمّا الطفل الأصغر فقد يحتاج للتقرّب من والدته واحتضانها للشعور بالدفء.
اهتمام الأم بنفسها: على الرغم من محاولة الأم تفهّم حالة بكاء طفلها، إلّا أنّه قد يكون من الصعب عليها أن تتمالك نفسها وتتحمّل بكاءه الشديد، وفي هذه الحالة فإنّ عليها الاهتمام بنفسها عن طريق أخذ نفس عميق، أو أن تفرّغ عن ضيقها.
السبت 16 نوفمبر 2024