التقنيات المستخدمة في تعيين عمر المستحاثات أو الحفريات
اعتمد العلماء والجيولوجيون في اكتشافاتهم حول عمر المستحاثات على العديد من الطرق والتقنيات الحديثة والمطورة ومنها تقنية التأريخ الإشعاعي، فمن المعروف عن النظائر المشعة أنها تتواجد في أغلب الأشياء كالطعام والعظام والأسنان والأحجار، ولهذا اعتمدت هذه التقنية على النظائر المشعة لتحديد عمر المتحجرات والمستحاثات بطرائقَ متنوعةٍ ومختلفةٍ من ناحية الدقة والمدة الزمنية والتكاليف.
يُعتبر الكربون 14 من أكثر النظائر شهرةً في وقتنا الحالي، إذ يبلغ عمره النصف 5730 سنة تقريبًا، ولهذا يمكن استخدامه في دراسة عمر المستحاثات التي تعود لتاريخ 50000 سنةً وما دون مثل الديناصورات.
كما شاع وجود بعض النظائر الإشعاعية في الصخور البركانية والنارية مثل البوتاسيوم 40 واليورانيوم 238، واليورانيوم 235 في تقنية التأريخ الإشعاعي القديمة والتي بَلغ عمر النصف لكلٍ منها مليارًا وأربعين عام، 4.4 مليار عام، و703 مليون عام على الترتيب، وبناءً على هذه الدراسات قُدر عمر الأرض بنحو 4.5 مليار عام.4
كما اعتمد العلماء أيضًا على تقنية التأريخ المقارن، ولم تعتمد هذه النظرية على طُرقٍ معقدةٍ لتحديد عمر المستحاثات الحفريات، بل استندت على مبدأ بسيطٍ، وهو عندما تبدأ أنواع الصخور الرسوبية بالتكوّن شيئًا فشيئًا مُشكلةً طبقاتٍ عديدة، فمن المعقول أنّ تكون الطبقات السفلية أقدم من الطبقات العلوية؛ بمعنى آخر يتم تحديد عمر الحفريات من حيث مكان توضعها من الأسفل إلى الأعلى.
كما قام بعض العلماء باستخدام طريقة المغناطيسية الأرضية لقياس عمر المستحاثات أيضًا، فنحن نعلم أنّ قاراتنا السبع تتلاشى ويتغير مكانها مع مرور الزمن بما فيها القطب المغناطيسي الشمالي للكرة الأرضية، حيث يعتقد الباحثون الجيولوجيون أنّ الكائنات التي تحجرت في زمنٍ معينٍ زحفت مع مرور الزمن باتجاه القطب الشمالي، وقد تمّ قياس عمرها على أساس اتجاه المستحاثات من مكانها الأصلي إلى القطب المغناطيسي.
لم تكن تلك الطرق هي الوحيدة في تحديد عمر المستحاثات، فقد اعتمد العلماء على طرقٍ أخرى يمكنها فعل ذلك كتحليل الأحماض الأمينية، وتطوير بعض التقنيات الإشعاعية كإضافة الليزر مثلًا لمعرفة عمر الحفريات ضئيلة الحجم.