ربما هي مجرد صورة لم تثر سوى قليل من الضحك لدى كثيرين، أقله لأن لعبتها مكشوفة، لكنها لم تخل أيضاً على الأرجح من تأثير الصدمة الناعمة المقصودة. يتعلق الأمر بتلك الصورة التي صنعت بتقنيات التزييف العميق للذكاء الاصطناعي التوليدي Generative Artificial Intelligence وتظهر البابا فرانسيس الثاني وقد اتشح بعلم يحمل ألوان الطيف الضوئي المستعمل في الإشارة إلى أصحاب الميول الجنسية غير التقليدية، أو مجتمع الـ”ميم”. الأرجح أن معظم من شاهد تلك الصورة أدرك فوراً أنها زائفة، لكن هل يكفي ذلك للقول إنها لم تترك تأثيراً؟ هل قصد صناعها إطلاق نوع من التطبع الأولي بين الرمز الديني السامق ورمز أصحاب تلك الميول التي تجد نفسها دوماً في تصادم مع الأديان السماوية بصورة عامة؟
ليس تلك سوى نقطة من سيول تعالت تلاطماتها منذ انطلاقة نموذج “تشات جي بي تي” Chat GPT للتحاور لغوياً مع البشر، وما تلاه من نماذج تعاملت مع مناح أخرى في حياتهم كالموسيقى، خصوصاً النصوص البصرية التي يستند تأثيرها إلى تراث عميق من علاقة البشر مع العين والثقة بها (وبالترافق مع الأذن غالباً). ومن الأمثلة عن ذلك التأثير البصري سقوط البورصة العالمية لدقائق قليلة عقب انتشار صورة مزيفة بالذكاء الاصطناعي عن تفجير طاول البنتاغون. يرى كثر أن ما يرى يصبح جزءاً من ذاكرة بصرية فيصعب التعامل معه كأنما لم يره أحد.

تواصل معنا