يتميز الذكاء البشري بقدرته على التعلم من الأخطاء. في الغالب، لا نجد حلولاً للمسائل والمشكلات في محاولتنا الأولى وربما الثانية أو حتى الثالثة. وحينما نرتكب أخطاء مرة تلو أخرى، نبتكر أفكاراً جديدة ونتوصل إلى حلول من طريق استخدام مهارة أساسية تسمى التفكير أو التأمل الذاتي، تسمح لنا بالاستغراق في التفكير الجاد والتأمل في الأفكار والمواقف والدوافع وتقييمها، وتحليل أخطائنا، بالتالي، التوصل إلى استنباط الإجابات والحلول.
يبحث كثيرون اليوم عن الإجابات والحلول والردود لدى تطبيق الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي” الذي يستخدم تقنية التعلم الآلي وقد طرحته شركة “أوبن أي آي” OpenAI في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. ومنذ ذلك الحين حظي باهتمام وانتشار واسعين، لا سيما أنه قادر على توليد نصوص من مقالات وأشعار وأغان ومحادثات لا تختلف أحياناً عن نتاجات البشر. ولكن هذا الذكاء نفسه، الذي وجدت نسخة منه طريقها إلى إحدى المدارس في “وادي السيليكون” لتؤدي دور مدرس اصطناعي ذكي، تبين أنه في مرات كثيرة يدخل مستخدميه في متاهات من الحكايات المفبركة، ويخفق في إيجاد الحلول أحياناً، أو يقدم “حلولاً” غير صحيحة. ولكن ماذا لو أنه استعان بالتفكير الذاتي؟
السبت 23 نوفمبر 2024