الأرجح أن جمهوراً واسعاً من القراء يذكر الصورة الأيقونية الشهيرة لعالم الفيزياء النظرية الراحل ستيفن هوكينغ، مقعداً كلياً على كرسي متحرك يديره كمبيوتر. وتدرب ذلك الحاسوب على قراءة حركات عيني هوكينغ، فإن ثبتت على كلمة أو حرف، يعرف الكمبيوتر ما المطلوب منه. آنذاك، لم توجد سوى قلة من تلك الحواسيب، بل إن أول ما استعمله هوكينغ منها تمثل في كمبيوتر صمم خصيصاً كي يتلاءم مع حاجات ذلك العالم الفذ.
الأرجح أن شيئاً من تلك التجربة يحضر إلى الذهن، مع قراءة الخبر المطول الذي نشره أخيراً الموقع الشبكي لـ”الجمعية الأميركية لتقدم العلوم” American Association for Advancement of Science التي تشرف على مجلة “ساينس” Science العلمية الشهيرة، عن توصل فريق علمي إلى تدريب الذكاء الاصطناعي على قراءة الموجات الكهربائية في الدماغ، إلى حد التعرف إلى كلمات وجمل معينة في ثنايا تلك الموجات.
وتذكيراً، يعمل الدماغ طيلة حياته عبر تناقل موجات كهربائية تنتقل بين الخلايا العصبية التي تكونه، وتتحرك مع وظائفه كلها. واستطراداً، يعرف الطب الحديث الموت بأنه توقف سريان الموجات الكهربائية في الدماغ والقلب الذي يعمل عبر موجات كهربائية أيضاً.
واستطراداً، حينما يؤدي الدماغ وظيفة ما، تتحرك موجات كهربائية داخله تتوازى مع المهمة التي يؤديها. ويضاف إلى ذلك وجود مراكز معينة ترتبط موجاتها الكهربائية مع المهمة المتخصصة التي تؤديها، على غرار مراكز التحكم بحركة طرف معين أو التذكر أو الكلام أو النطق وما إلى ذلك

 

تواصل معنا