يحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في قطاع التصنيع من خلال تعزيز الكفاءة والدقة والقدرة على التكيف في مختلف عمليات الإنتاج، لا سيما في سياق الثورة الصناعية الرابعة.
ويؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى جلب مجموعة واسعة من الابتكارات إلى التصنيع، والتي لا تعمل على تحسين جودة السلع وتوافرها فحسب، إذ تحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية، جوانب مختلفة من عمليات الإنتاج، ويمكن لها تحليل كميات هائلة من البيانات من أجهزة الاستشعار والمعدات وخطوط الإنتاج، لتحسين الكفاءة والجودة وتقليل فترات التوقف عن العمل.
وتتوقع شركة الاستشارات الإدارية الأميركية “ماكينزي” أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة في إحداث فارق كبير في عدد من مجالات التصنيع، من ضمنها التخطيط والإنتاجية من خلال استخدام تحليل السبب الجذري للتنبؤ بالأعطال وتقليل العيوب، والتسليم من خلال المساعدة في توصيل المنتجات إلى العملاء خلال الوقت المحدد، والتواصل معهم عبر روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
تعزيز عملية التصنيع
كثيراً ما استخدمت الأتمتة في عملية تجميع وتصنيع المنتجات، خصوصاً منذ الثورة الصناعية وموجتي الصناعة الثانية والثالثة اللتين أضافتا الأتمتة الحاسوبية وتقنيات تصنيع أكثر دقة إلى خطوط إنتاج المصانع، ويضيف الذكاء الاصطناعي إلى هذه المعادلة جعل عمليات التصنيع الآلية أكثر دقة وقابلية للتكيف.
واليوم، تستخدم الروبوتات المعروفة باسم “الروبوتات التعاونية” والمدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة، مثل التجميع أو اللحام أو حتى تسليم المواد. وتستطيع هذه الروبوتات التعاونية العمل جنباً إلى جنب مع البشر، ولا ضرورة لعزلها عنهم.
بينما يستعان في حلول الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في مراقبة الجودة والفحص واكتشاف العيوب في المنتجات طوال عملية التصنيع. وتستطيع هذه الأنظمة اكتشاف حتى أصغر العيوب أثناء عمليات التصنيع، مما يسمح بإزالة المنتجات المعيبة من خط الإنتاج وإصلاحها أو التخلص منها قبل وصولها إلى أيدي العملاء.
مايو 3, 2025