تأرجح واقع المحتوى الرقمي في الجزائر بين المؤثرين الذين ينشرون قيماً تعليمية ومعرفية نسبياً، وبين طغيان التهافت على السطحية والتفاهة بعد أن طغت شبكات التواصل الاجتماعي وأصبحت هاجس المواطن والسلطة على حد سواء.
ومع صعوبة التحكم في المحتوى الهائل المتداول على شبكة الإنترنت اختلط الحابل بالنابل في صناعة المحتوى، وأصبح من الصعوبة بمكان العثور على محتوى هادف يتم تحضيره وفق معايير احترافية قوامها الصدقية وتؤطرها مبادئ وقيم أخلاقية في المجتمع.
ويدعو مراقبون إلى ضرورة ضبط صناعة المحتوى الرقمي في الجزائر من خلال نصوص تشريعية بما أن الأمر يتعلق بشرائح واسعة مستهدفة، وأيضاً تصحيح المفاهيم القريبة من الواقع عبر الخوض في صناعة المحتوى وتأطيره أو إيجاد حلول لذلك، بعد طغيان المحتوى السلبي الرائج حالياً والذي لا يرقى إلى متطلبات الرأي العام والمجتمع بمفهومه السليم.
ولتشريح ظاهرة رواج المحتوى الرقمي في الجزائر احتضن قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة باتنة (شرق الجزائر) ملتقى علمياً دولياً حول فوضى صناعة المحتوى في البيئة الرقمية نظمه فريق بحث المحتوى الرقمي بالجزائر، وشهد مشاركة من جامعات جزائرية مختلفة ومشاركات من الأردن وفلسطين ولبنان وتونس وسوريا وتركيا وماليزيا والنمسا.
تحولات متسارعة
تقول رئيسة فريق بحث المحتوى الرقمي الأكاديمية مريم نريمان نومار إن “خيار الانطلاق من مفهوم الفوضى في نشاطاتنا التي تهتم بدرس المحتوى الرقمي لم يكن عشوائياً، إنما جاء بناء على ملاحظات وقراءات وتساؤلات وإشكالات كثيرة جعلتنا نحاول أن نضع الموضوع على طاولة النقاش لنحيط بمفهوم الفوضى وتجلياتها ومآلاتها وإمكانات السيطرة عليها حتى نتمكن من رؤية الموضوع من زاوية ناقدة، في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة التي نشهدها”.