المرأة ما بين العمل والأسرة
كما لا يجب إهمال عمل المراة، لا يمكن استبعادها من الاهتمام بأسرتها وتربيتها لأبناءها من اجل العمل، بل يجب ان نصل لآلية تضمن لنا تحقيق أفضل النتائج، فبناء الأسرة وتربية الابناء امر جلل لا يستهان به بل انه عماد الأجيال القادمة ذكورا وإناثاً، فالتفرغ لتربية الابناء وخاصة في السنوات الأولى من اعمارهم هو ما يشدد عليه مختصوا التربية الأسرية، لذا ان استطعنا بالبداية النظر بشكل منفصل بين الموظفة العزباء والموظفة الام واستطعنا وضع برامج تحقق أهداف كل فئة فهذا إنجاز بحد ذاته.

ولعشاق المقارنات مع أوروبا وأمريكا، اود تذكيرهم بالماضي القريب حين كانت النساء تُباع بمبلغ 20 سنتا في لندن عام 1840م، كما اذكرهم بان المرأة الأوروبية لم تخرج من بيتها الا بعد الثورة الصناعية، واذا ما تحدثنا عن الحاضر فان الفرنسيون يقولون ان عودة المراة لبيتها هو احد اهم العوامل لخفض مستويات التضخم المرهقة للحكومة والشعب، كما ان معاناة الموظفات (الأمهات) الأوروبيات والأمريكيات مريرة في التنسيق بين العمل والاسرة وأصبحت تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي صوتا وصورة، لذا فلنبدأ من حيث انتهى الآخرون ولنقدم المراة السعودية العاملة بنموذج فعال تحتذيه الامم ويحقق اهدافنا نحن وليس أهداف غيرنا.

فمن غير المعقول ان نتوقع من الموظفة الام ان تحمل وتلد وتهتم بزوجها وابنائها بشرط ان تعمل وتحقق أهداف منشأتها في بناء اقتصاد البلد! كون ذلك ظلم كبير لنا قبل ان يكون لها، فنحن حينها غيّبنا عن ناظرنا المقومات التي نتميز بها. فلندعم عمل المراة العزباء بكل ما نملك، ولنصمم برامج وظيفية جزئية او موسمية تناسب الموظفات الأمهات وتمكنها من العمل ومن رعاية اسرتها وأطفالها بكل أريحية، ولا ننسى ان نكافئ النساء اللاتي أثرن بفرصهن الوظيفية ليتمكنوا من بناء جيل قادم يبني هذا البلد عبر منحهن مكافات شهرية أسوة ببعض الدول واعتباره مقابل جهودهن في رعاية ونشئ الجيل الجديد. اما بالنسبة للمرأة الام والتي تنجح في مهام عملها وفي ذات الوقت توفق في اهتمامها بأسرتها وتربية ابنائها فهي تستحق فعلا جائزة سنوية تنبري لها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية

تواصل معنا