النظرية النسبية والكتلة
إنّ الأساس الذي بَنى عليه أينشتاين القوانين الطبيعية هو سرعةُ الضوءِ التي هي ثَابتةٌ بشكلٍ مُطلَق لا تتغيّرُ في أيّ طرفٍ من أرجاءِ الكون، ولقد كان الافتراضُ أنهُ لا يمكنُ لأيّ جسمٍ أن يصلَ إلى سرعةِ الضوءِ، وأنّها مقصورةٌ على الضوءِ نفسِه، لكنّ أينشتاين تَساءلَ ماذا يحدُثُ لكتلةِ جسمٍ ينطلقُ بسرعةٍ تقتربُ من سرعةِ الضوء. بحثَ أينشتاين في صفةٍ ثالثة وهي الكتلة، وأثبتَ أنّ الكتلةَ النسبيّة مثلَ الزمن والمكان، وأنّها مقدارٌ متغيٌر يتَغيّرُ بحركةِ الجسم؛ حيثُ إنّه كلما ازدادتْ سرعةُ الجسمِ ازدادت كتلتُه ، ولا تبدو هذه الفروقُ في السرعات الصغيرةِ المألوفةِ حولْنَا ولهذا تفوتنا ملاحظَتُها، ولكن في السرعات التي تقتربُ من سرعةِ الضوء، فإنّ الكتلةَ تصبحُ لا نهائيّة . قادَ هذا الاستنتاجَ أينشتاين إلى معادلاتٍ فيزيائيّة قلَبتْ موازين الأرض، وأدّت إلى صناعِة القنبلةِ الذريّةِ والهيدروجينيّة ثم قنبلة النيترون، وسلّمَ أينشتاين بذلك مفاتِيحَ الدمارِ لهواةِ الحربِ والدمارْ، وانفتحَ في نفسِ الوقت بابُ البحوثِ في الفضاء، وأصبحَ السفرُ في صواريخَ هائلةٍ تنطِلق بسرعةٍ خارقة، وتخرُج من الجاذبيةِ أمراً ممكناً.
الأحد 24 نوفمبر 2024