تتحرّك مياه المحيطات باستمرار بناءً على أنماط وتأثيرات مختلفة، حيث تؤثر قوة الجاذبية بفعل القمر والشمس في سحب مياه المحيطات وحدوث ما يسمى بظاهرة المد والجزر. كما تؤدي حركة الرياح على سطح المحيطات إلى تكوين الأمواج. وتساعد الرياح، ودرجة حرارة وملوحة المياه، وشكل قاع المحيط، وحركة الأرض حول نفسها على تشكل ما يعرف باسم (التيارات البحرية). ويمثل تيار الخليج أحد التيارات البحرية والذي يعد تياراً محيطياً دافئاً. ولكل من الظواهر السابقة فوائدها المناخية والاقتصادية للإنسان وتأثيراتها المباشرة في تكوين الخصائص الطبيعية، والكيميائية، ودورة الحياة البيولوجية في البحار والمحيطات، ونذكر فيما يأتي شرحاً مفصلاً لكيفية حركة مياه المحيطات عن طريق هذه الظواهر:[٢][٣] الأمواج: تمثل الأمواج الحركة السطحية لمياه البحار والمحيطات. وتتشكّل الأمواج بسبب احتكاك الرياح الملامس لسطح المياه، حيث تتحرك المياه السطحية حركة دائرية على شكل أمواج تدور أجزاؤها إلى مواقعها نفسها التي تحركت منها في البداية. وقد تتشكّل الأمواج بفعل تكوّن بعض أنواع من الأمواج العالمية المحلية بفعل الحركات التكتونية الفجائية الزلزالية في قاع المحيط مثل أمواج التسونامي. ومن الجدير ذكره أن الأمواج العالية مهما بلغت سرعتها تقف وتنتهي عند خط الساحل ولا تخرج عنه، كما أن تكوّن الأمواج بشكل رأسي يتلاشى عند عمق 330 قدماً. المد والجزر: هي ظاهرة ارتفاع وانخفاض مؤقت في مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه المحيطات في نصف الكرة الجنوبي بمقدار عدة أمتار لتنتقل المياه منها إلى البحار الشمالية والخلجان الضيقة لتشكيل ما يعرف باسم (أمواج تيارات المد)، وتتشكّل هذه الظاهرة بسبب قوة الجذب القمري والشمسي لسطح الأرض وما عليه وقوة الطرد المركزية للأرض، فعندما يكون كل من الأرض، والقمر، والشمس، على خط زوال واحد (كما هو الحال في حالتي البدر والمحاق) يزداد تأثير ظاهرة المد؛ حيث يؤدي اتحاد قوة الجذب للشمس مع قوة جذب القمر معاً ليتجاوز مجموع القوتين قوة الطرد المركزية للأرض، ويؤدي ذلك إلى جذب المسطحات المائية على سطح الأرض، ويعرف المد في هذه الحالة باسم (المد العالي)، في حين يتشكل (المد المعتدل) إذا وقع القمر على طول ضلع زاوية قائمة بالنسبة لموقعي الشمس والقمر، مما يساهم في تقليل تأثير قوة الجذب الشمسي وبالتالي ينخفض المنسوب العام للمد على طول الساحل في المحيطات والبحار. التيارات البحرية: تشبه حركة التيارات المائية في الأحواض البحرية حركة الهواء في الغلاف الجوي، حيث يصعد الهواء الملامس لسطح الأرض إلى الأعلى عند تسخينه ويهبط إلى الأسفل عندما يبرد، حيث لا يمكن للإنسان مشاهدته سواء كان صاعداً أو هابطاً. وكذلك الحال في التيارات البحرية، حيث لا يمكن مشاهدتها أو الشعور بها ومكان وجودها، ونشوئها، وتحديد مجموعاتها واتجاهاتها، بالنظر إليها بالعين المجردة، وتتشكل هذه التيارات تبعاً للخصائص الطبيعية والكيميائية لمياه البحر، فعندما ترتفع كثافة مياه البحر بسبب ارتفاع حرارتها أو نسبة الأملاح فيها، تنتقل مياه البحر أو المحيط من المسطحات المائية الأعلى كثافة إلى المسطحات المائية الأقل كثافة، وتحدث هذه العملية بشكلين مختلفين من التيارات البحرية وهما: التيارات البحرية الأفقية: وهي تيارات تحدث بالقرب من سطح المحيط أو بعيدة عنه، حيث تنتقل فيها مياه البحر من مسطح مائي إلى آخر عند مستوى المياه نفسه أو أقل منه، وتكون هذه الحركة على شكل تيارات تتحرك أفقياً. التيارات البحرية الرأسية: ويتمثل هذا النوع في حركة المياه من المسطحات المائية الأعلى كثافة إلى المسطحات المائية الأخرى الأقل منها كثافة على شكل تيارات رأسية، سواء كانت هذه الحركة المائية من أعلى إلى أسفل أم من أسفل إلى أعلى.
الأحد 24 نوفمبر 2024