22 كلمة فقط ولكنها تثير الذعر في نفوس القراء، وعلى قدر قسوتها في بساطتها تبدو عامة في معناها: “ينبغي أن يكون تقليص خطر انقراض [البشر] نتيجة الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية شأن المخاطر المجتمعية الأخرى من قبيل الجوائح والحرب النووية”.
صدر البيان المذكور عن “مركز سلامة الذكاء الاصطناعي” غير الهادف للربح في سان فرانسيسكو، وقد وقعه الرؤساء التنفيذيون من “ديب مايند” DeepMind التابعة لشركة “غوغل” والمعنيون في شركة “أوبن أي آي” OpenAI المطورة لروبوت الدردشة “تشات جي بي تي” ChatGPT، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى في بحوث الذكاء الاصطناعي.
حقيقة أن كثراً من الباحثين والمعنيين في الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي قد ذيلوا البيان بتوقيعهم تعني أنه لا بد من أن يلقى آذاناً صاغية، ولكنها تعني أيضاً أنه لا بد من أن يخضع لفحص من كثب: ما السبب وراء قولهم هذا، ولماذا الآن؟ ربما يزيل الجواب بعضاً من الرعب (ولكنه لن يمحيه كله).
صوغ بيان على هذه الشاكلة هو أقرب إلى حملة تسويقية عكسية [استراتيجية ترويجية تشجع المستهلكين على البحث من تلقاء نفسهم عن المنتج]، مفادها أن منتجاتنا فائقة القوة وجديدة تماماً، كما يقول البيان، إلى حد أنه يسعها أن تمحو العالم. غالبية المنتجات التكنولوجية تكتفي بأن تعدنا بتغيير حياتنا، ولكن [أنظمة الذكاء الاصطناعي المشار إليها في البيان] في يدها أن تكتب نهاية حياتنا. عليه، فإن ما يبدو أنه بيان حول الخطر المحدق بنا هو أيضاً بيان يسلط الضوء على ما تعتقد “غوغل” و”أوبن أي آي” وشركات أخرى كثيرة أنها ستوفره [تجعله متاحاً].
الخميس 7 نوفمبر 2024