نظرية الاقتصاد السلوكي
يُعرف الاقتصاد السلوكي بأنه دراسة سيكولوجية نظرا لكونه تحليلا لعمليات صنع القرار التي يتخذها الأفراد والشركات، ويمثل هذا النوع من الاقتصادات توجها جديدا تتبناه العديد من الدول والمؤسسات حول العالم– باختصار هو مزيج بين الاقتصاد وعلم النفس.
عادة، يتخذ أشخاص قرارات من أجل تحقيق أفضل استفادة، وفي الاقتصاد، هناك نظرية الخيار العقلاني التي تنص على أنه عندما يتاح أمام الشخص عدة خيارات يمكنها تعظيم استفادته، فإن الخيار الأكثر جدوى وإرضاء بينها هو الذي سيتم اختياره.
– تفترض هذه النظرية أن الأشخاص مؤهلون لاتخاذ قرارات عقلانية مع الأخذ في الاعتبار القيود والأجواء من حولهم، وتؤثر هذه القرارات بفاعلية على التكلفة والعائد في كل خيار متاح أمامهم.
– يكون ذو التفكير العقلاني شخصا يمكنه السيطرة على نفسه وعلى قراراته ولا تحركه عواطفه أو عوامل خارجية، وبالتالي، فهو يعلم الأفضل بالنسبة له.
– على العكس تماما، يشير الاقتصاد السلوكي إلى أن الشخص ليس عقلانيا وغير مؤهل لاتخاذ قرارات صائبة في ظروف مختلفة.
– يعتمد الاقتصاد السلوكي على سيكولوجية الفرد أو المؤسسة حيث يتم من خلاله اتخاذ قرارات غير عقلانية دون النظر إلى توقعات أي نماذج اقتصادية، ومن بين تلك القرارات مدى ما يدفعه الشخص مقابل كوب من القهوة مثلا أو أي من الكليات سيلتحق بها أو أساليب الحياة أو التقاعد..الخ.
– يتخذ الكثير من البشر هذه القرارات تقريبا بشكل يومي دون الأخذ في الاعتبار أي عوامل اقتصادية، بل إن العاطفة أو عدم العقلانية هي ما تحركه، وأحيانا تكون النتيجة ليست في صالح من يسلك هذا النهج.
– في نظرية الخيار العقلاني، على سبيل المثال، لو قرر شخص خسارة بعض الوزن ولديه المعلومات الكافية عن عدد السعرات الحرارية المتوفرة في كل منتج أو وجبة، فإنه سيقبل حتما على المنتجات ذات السعرات الحرارية الأقل.
– على النقيض، فيما يتعلق بالاقتصاد السلوكي، لو رغب شخص فقدان بعض الوزن ووضع في ذهنه تناول مأكولات صحية فقط، فإن سلوكه سيتأثر إلى حد كبير بالعواطف والعوامل الاجتماعية من حوله مثل إغراءات إعلانات الطعام بسعر أقل وخصومات ويفقد السيطرة على نفسه، وبالتالي، يفشل مشروعه لخسارة الوزن